في خطوة مثيرة تجمع بين الرياضة والسياسة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) عن منح أول جائزة للفيفا للسلام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك خلال مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026 الذي سيقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث وصف ترامب هذا التكريم بأنه “شرف كبير” له، مشيرًا إلى التعاون المثمر مع الدولتين الشقيقتين لتنظيم مونديال استثنائي، وأكد أن مبيعات التذاكر حققت أرقامًا قياسية، حيث تجاوزت المليون تذكرة تم بيعها لجماهير من أكثر من 212 دولة.

جائزة الفيفا للسلام

تهدف جائزة الفيفا للسلام إلى تكريم الأفراد الذين قاموا بأعمال استثنائية من أجل السلام ووحدة الشعوب، وقد برر الاتحاد إطلاق الجائزة بأن كرة القدم تعتبر رمزًا لوحدة العالم، إلا أن قرار منحها لترامب أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتبره الكثيرون خلطًا بين الرياضة والسياسة، خاصة مع تجاهله لجائزة نوبل للسلام التي مُنحت لشخصية أخرى هذا العام.

ردود الفعل على التكريم

انتقدت منظمات حقوقية قرار منح الجائزة، مشيرة إلى أن سياسات ترامب في قضايا الهجرة وحقوق الإنسان تتعارض مع الروح التي يُفترض أن تمثلها الجائزة، ويأتي هذا التكريم في وقت يستعد فيه العالم لاستضافة كأس عالم يتوزع عبر 16 مدينة في ثلاث دول، مما يتطلب مستوى عالٍ من التنظيم واللوجستيات.

يطمح ترامب من خلال البطولة إلى تقديم صورة “منفتحة وموحدة” يمكن استخدامها كأداة دبلوماسية بجانب الرياضة، لكن منح جائزة سلام بهذا الشكل يثير تساؤلات حول مدى استقلالية الرياضة عن السياسة، ومدى ملاءمة تقديم تكريمات لأشخاص يحيط بهم جدل كبير حول ممارساتهم، ومع اقتراب انطلاق مونديال 2026، ستحافظ ردود الفعل حول هذا القرار على مكانتها في النقاش الإعلامي والدبلوماسي.