كشف تحقيق خاص لوكالة رويترز عن تفاصيل جديدة حول حياة الرئيس السوري السابق بشار الأسد في منفاه بروسيا، حيث يبدو أنه قد استسلم لحياة هادئة بعيدة عن العمل السياسي، بينما يتحرك بعض المقربين منه لإعادة ترتيب نفوذهم داخل سوريا، وذلك في محاولة لاستعادة جزء من السلطة التي فقدها النظام بعد سقوطه في ديسمبر الماضي وصعود أحمد الشرع إلى الحكم.

محاولات لإعادة نفوذ عائلة الأسد

تشير المعلومات إلى أن الأسد لا يظهر أي رغبة في قيادة تحركات لاستعادة سلطته، بينما يسعى بعض المقربين منه إلى عدم قبول انهيار النظام الذي حكم البلاد لعقود، حيث يعمل هؤلاء على تمويل وتنسيق تشكيل ميليشيات جديدة لإثارة الاضطرابات في المناطق العلوية، التي كانت تُعد القاعدة الاجتماعية الرئيسية لحكم عائلة الأسد.

تحالفات يقودها ماهر الأسد ومخلوف والحسن

يبرز تحقيق رويترز دور ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السابق، الذي يقود محورًا أساسيًا في هذه التحركات، إلى جانب رئيس المخابرات السابق اللواء كمال الحسن ورجل الأعمال رامي مخلوف، إذ يبدو أنهم غير راضين عن فقدان الامتيازات التي كانوا يستفيدون منها لعقود، ويعملون حاليًا على استعادة نفوذهم، حيث يقوم مخلوف والحسن بتجنيد وتشكيل شبكات مسلحة في الساحل السوري ولبنان، معتمدين على أبناء الطائفة العلوية، مما يتيح لهم دعم أكثر من 50 ألف مقاتل محتمل.

الحكومة الجديدة تواجه “محاولات تقويض”

على الجانب الآخر، تسعى الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع إلى مواجهة هذه الجهود، مستعينة بقيادات علوية بارزة كانت قد ابتعدت عن دوائر الأسد في السنوات الأخيرة، حيث تتحرك الحكومة بسرعة لاحتواء أي محاولة لزعزعة الاستقرار، خاصة بعد الانتفاضة التي شهدتها البلاد في مارس الماضي وما تبعها من مناوشات مسلحة بين موالين للأسد وقوات تتبع للحكومة الجديدة.

مشارف صراع نفوذ داخلي

تظهر القراءة العامة للوضع في سوريا أنها تمر بمرحلة حساسة من صراع النفوذ الداخلي، حيث يبدو أن الأسد يفضل الانزواء في روسيا دون قيادة التحركات، بينما تسعى قيادات نظامه السابق للحفاظ على ما تبقى من تأثير داخل الطائفة العلوية، مما قد يفتح المجال لجولة جديدة من التوترات في الساحل السوري ومناطق أخرى تشهد حالة ترقب.