يُعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب أكثر من مجرد حدث ثقافي، فهو بمثابة نبضة حية في قلب العاصمة، حيث تجتمع الكتب والأفكار في مكان واحد، منذ انطلاقته قبل أكثر من خمسين عامًا، كان المعرض كطفل صغير يكتشف العالم من حوله من خلال القراءة، ومع مرور السنوات، أصبح حدثًا يُترجم شغف الناس بالكتب إلى طقوس سنوية مميزة.

تاريخ المعرض وتطوره

يسترجع الكاتب والسيناريست عماد النشار ذكريات السنوات الأولى للمعرض، حيث كان الزوار يتوافدون بشغف كبير، يختارون كتبهم كما يختار الإنسان مصيره، كانوا يقفون أمام الصفحات المرتجفة بأيديهم، يتنقلون بين الأفكار كما لو كانوا يعيشون تجارب جديدة، وقد شهد المعرض العديد من التحولات عبر تاريخه، بدءًا من أرض الجزيرة إلى مدينة نصر، وصولًا إلى مقره الحالي في التجمع الخامس، ومع كل انتقال كان ينمو ويتطور مع جمهوره، ليؤكد دائمًا أنه ليس مجرد خيمة لبيع الكتب، بل هو مسرح للأفكار ومرآة تعكس قلب الثقافة العربية.

العودة بعد التوقف

توقف المعرض في عام 2011 كان بمثابة وقفة قصيرة لالتقاط الأنفاس، ولكنه عاد بعد ذلك بقوة أكبر وتنظيم مميز، حيث أصبح مقره الجديد علامة على تطور الزمن، ليؤكد النشار أن المعرض لا يزال نبضة حية لا تنطفئ، فكل جناح يحكي قصة زمن، وكل قارئ يساهم في إضافة عمر جديد للمعرض.

الذكريات والتجارب الشخصية

ومع اقتراب الدورة الجديدة، يلاحظ النشار أن الناس يميلون لالتقاط الصور، لكنه يشدد على أهمية التقاط شيء أعمق، مثل كتاب يلمس القلب أو فكرة توقظ العقل، فبينما قد تُعجب الصور الآخرين، فإن النبضة التي تتولد من تجربة القراءة هي ما تُحدث تغييرًا حقيقيًا في الذات، لذا يبقى المعرض مكانًا يحقق التفاعل بين الناس والثقافة، ويؤكد على أهمية القراءة في تشكيل العقول والأفكار.