في إطار فعاليات مؤتمر “عمل الأطفال وسياسات الحماية الاجتماعية في الدول العربية”، الذي يُعقد في القاهرة، اجتمع عدد من الوزراء والخبراء لمناقشة قضية عمل الأطفال في المنطقة، حيث يهدف المؤتمر إلى تعزيز الجهود المبذولة لحماية حقوق الأطفال وتحسين ظروفهم المعيشية، هذا الحدث يضم شخصيات بارزة من مختلف الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني، وهو فرصة لتبادل الأفكار والخبرات في هذا المجال الحيوي.
أهمية مواجهة عمل الأطفال
أكد الدكتور حسن البيلاوي، أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، أن عام 2025 يجب أن يكون نقطة انطلاق قوية لإنهاء ظاهرة عمل الأطفال، وهو تحدٍ كبير يواجه العالم العربي، حيث أشار إلى أن جائحة كورونا قد زادت من تفشي هذه الظاهرة، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الأطفال العاملين نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسر الفقيرة.
كما أوضح تقرير اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية أن 68% من الأطفال العاملين يشتغلون في الزراعة، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين الخدمات والصناعات، وهذا الأمر يعمق دوائر الفقر والجهل، مما يجعل من الصعب الخروج منها، وأشار البيلاوي إلى أن الفقر وضعف التعليم هما من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى استمرار هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تأثير الحروب والنزاعات التي تضيف أبعادًا جديدة من العنف.
استراتيجيات فعالة لمكافحة الظاهرة
دعا البيلاوي إلى تبني استراتيجية شاملة لمكافحة عمل الأطفال تتضمن ثلاثة محاور رئيسية: التعليم من خلال إنشاء مدارس مجتمعية، وتنمية البيئات المحلية عبر مشاريع إنتاجية، وترسيخ العدالة الاجتماعية لضمان حقوق الأطفال، حيث أكد أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهودًا جماعية وتعاونًا متواصلًا بين جميع الأطراف المعنية
تجربة المغرب في الحد من عمل الأطفال
من جانبها، استعرضت نور العمارتي من المغرب تجربة بلادها في مواجهة هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن المغرب تسعى جاهدة للقضاء على عمل الأطفال من خلال استراتيجيات متعددة تشمل الوقاية والحماية وإعادة التأهيل، حيث تمكّنت من خفض نسبة الأطفال العاملين إلى أقل من 3.1%، وأكدت على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق أهداف الحماية الاجتماعية.
كما تم دعوة جميع الدول العربية للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في المغرب، وهو فرصة لتعزيز الالتزام المشترك بحماية حقوق الأطفال، حيث أن التحديات الحالية تتطلب تضافر الجهود وتطوير أنظمة رصد فعالة لتحقيق نتائج ملموسة.
تتزايد الحاجة الملحة لتحسين أوضاع الأطفال في العالم العربي، ويعتبر هذا المؤتمر خطوة هامة نحو تحقيق مستقبل أفضل لجميع الأطفال، حيث يتطلب الأمر تضافر الجهود وتعاونًا مستمرًا من جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة في مجال حماية الطفولة.

