تعيش السودان فترة صعبة للغاية، حيث تتصاعد التوترات السياسية والعسكرية بشكل لافت، مما يزيد من معاناة المواطنين في مناطق متعددة من البلاد، ومع تزايد التقارير الدولية حول الوضع، نجد أن التحركات العسكرية تتسارع، وتظهر مواقف متباينة بشأن الوجود الأجنبي على السواحل السودانية.

في هذا السياق، نفت السفارة الروسية في السودان ما تردد عن عرض تقدمت به الخرطوم لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، مشيرة إلى أن تلك الأنباء ليست جديدة، بل تعود إلى تقارير قديمة، كما ذكرت الصحيفة الأمريكية وول ستريت جورنال، حيث أُشير إلى اتفاقيات سابقة تعود إلى نوفمبر 2020، والتي تعطي روسيا الحق في استخدام جزء من ميناء بورتسودان، مع وجود قيود على عدد الأفراد والسفن، ورغم عدم وجود اعتراض رسمي من وزير الخارجية السوداني على إقامة القاعدة، أكد السفير الروسي أن المشروع لا يزال “قيد التجميد”.

الجيش السوداني يتقدم

على الصعيد الميداني، حقق الجيش السوداني تقدمًا ملحوظًا في منطقة جنوب كردفان، حيث استعاد السيطرة على بلدة مبسوط بعد اشتباكات مع قوات الحركة الشعبية–شمال المتحالفة مع الدعم السريع، وبذلك تمكن الجيش من السيطرة على عدة بلدات استراتيجية تربط بين شمال وجنوب كردفان، ومع ذلك، لا تزال المعارك العنيفة مستمرة، حيث شهدت منطقة الأبيض انفجار طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع بالقرب من قاعدة الفرقة الخامسة للجيش، بينما تجددت المواجهات في مدينة بابنوسة، حيث أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة عليها، وهو ما نفاه الجيش مؤكدًا قدرته على صد الهجوم.

وفي هذا السياق، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان أن عمليات قتل المدنيين تتزايد في المناطق المحاصرة، مشيرة إلى تكرار الأحداث المؤلمة التي شهدتها الفاشر في مناطق جديدة مثل بابنوسة وكادوقلي، حيث يعاني نحو 10 ملايين شخص من حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية، بينما لم تتلقَ الأمم المتحدة سوى 32% من التمويل المطلوب لهذا العام.

العفو الدولية: جرائم حرب في “زمزم”

كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا يدين قوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم حرب” خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين في وقت سابق من هذا العام، حيث وثقت شهادات عدد من الناجين انتهاكات تشمل قتل مدنيين عمدًا وأخذ رهائن ونهب وتدمير المرافق الحيوية مثل المساجد والمدارس، مما أدى إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص، وطالبت المنظمة بإجراء تحقيقات دولية في هذه الانتهاكات.