في ضوء الحوادث المؤسفة التي تعرض لها تلاميذ مدرستي سيدز والإسكندرية الدولية، أشار الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إلى وجود قواسم مشتركة بين الحالتين، مما يسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في منظومة الأمان داخل المدارس الخاصة.

مشكلات الأمان في المدارس الخاصة

تتبع المدرستان نظام التعليم الخاص، وهذا يبرز وجود خلل في آلية تأمين الطلاب، حيث تركز المدرستان على استقطاب طلاب من أسر ذات مستويات اقتصادية مرتفعة، بينما لا تولي نفس الاهتمام لاختيار العاملين، خصوصاً غير المعلمين، مما قد يؤدي إلى مخاطر جسيمة.

كما أوضح الدكتور تامر أن تدني الرواتب المقدمة للعاملين قد يجعلهم غير مؤهلين للمطالبة برفع أجورهم، مما يزيد من احتمالية عدم وجود تدقيق في اختيارهم، مما ينعكس سلباً على سلامة الأطفال.

تكرار الاعتداءات وأعمار الجناة

كشف الدكتور تامر عن تكرار الاعتداءات على نفس الأطفال في المدرستين، مما يدل على أن الجناة يختارون ضحاياهم بعناية، معتقدين أنهم لن يواجهوا أي مقاومة، وهذا يتسبب في تفشي ظاهرة الاعتداءات، خصوصاً مع عدم ظهور ردود فعل من أولياء الأمور بعد الحوادث، مما يعطي الجناة شعوراً بالأمان.

كما أشار إلى أن الجناة في الحالتين ليسوا من الشباب، بل من كبار السن، مما يثير تساؤلات حول دوافعهم، ويشير إلى احتمال وجود إدمان على الانحرافات الجنسية.

قصور في المراقبة والتوعية

تظهر مشكلة أخرى وهي نقص عدد المشرفين ونظم المراقبة في المدرستين، رغم المصروفات العالية، مما يضعف القدرة على اكتشاف أي تغييرات غير طبيعية في سلوك الأطفال، ويعكس عدم خبرة المعلمين الذين يتم تعيينهم بشكل متكرر لتقليل التكاليف.

يؤكد الدكتور تامر على أن الأطفال في سن الكي جي قد لا يكونون مألوفين للمعلمين، مما يزيد من صعوبة اكتشاف أي سلوك غير طبيعي، ويشير إلى ضرورة تعزيز برامج التوعية والتدريب للمعلمين لضمان حماية الأطفال داخل المدارس.

ردود الفعل من وزارة التربية والتعليم

جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم قد أعلنت عن إشرافها المالي والإداري على المدرستين بعد الإبلاغ عن تلك الحوادث، مما يعكس أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة الطلاب والحد من تلك الظواهر المؤلمة.