في حادثة مأساوية جديدة في محافظة السويداء جنوب سوريا، لقي الشيخ رائد المتني، أحد الشخصيات الدينية البارزة، حتفه بعد يومين من اعتقاله على يد قوات تابعة لحكمت الهجري، وهو أحد شيوخ العقل في الطائفة الدرزية، حيث أفادت تقارير بأن المتني تعرض للضرب وأُتهم بالتعاون مع الحكومة السورية، مما أثار حالة من الغضب والاستنكار في المجتمع المحلي، خاصة أن الشيخ كان شخصية مؤثرة في ريف السويداء الشرقي، وكان يميل إلى رفض تشكيل قوة مسلحة جديدة في المحافظة، وهو ما أدى إلى تصاعد التوترات بينه وبين الهجري.
ردود فعل غاضبة
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر اعتقال الشيخ المتني، مما أثار غضباً واسعاً بين أبناء السويداء، الذين يعبرون عن استنكارهم للحادثة، وسط أجواء مشحونة بالتوتر منذ عدة أشهر، حيث شهدت المنطقة صراعات داخلية تعكس الانقسامات بين فئات الطائفة الدرزية.
خلافات داخل الطائفة الدرزية
تعتبر الطائفة الدرزية في السويداء مقسمة بين ثلاث مرجعيات دينية رئيسية، ورغم وجود حكمت الهجري كأحدهم، إلا أن أتباعه يمثلون أقلية ولا يعكسون المواقف العامة للطائفة، وقد أثار أتباع الهجري جدلاً واسعاً عندما نظموا مظاهرات رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية، وهو ما قوبل برفض كبير داخل سوريا وخارجها، مما يزيد من تعقيد الوضع في السويداء.
الوضع الأمني المتوتر
شهدت السويداء تصاعداً في النزاع المسلح، حيث كانت هناك اشتباكات عنيفة في يوليو الماضي، أدت إلى مئات القتلى، ورغم وجود وقف لإطلاق النار، إلا أن الأوضاع لا تزال متوترة، حيث تتهم قوات الهجري بارتكاب خروقات ضد عناصر الأمن والجيش، ويأتي مقتل الشيخ المتني ليعكس مزيداً من التعقيد في المشهد الأمني والسياسي في المنطقة، مما يثير مخاوف من تفاقم الوضع واندلاع موجة جديدة من التوترات.

