تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، تذكار نياحة القديس كرنيليوس قائد المائة، الذي يُعتبر أول الأمم الذين آمنوا بالمسيحية، ويأتي هذا التذكار في الثالث والعشرين من شهر هاتور القبطي، والذي يمثل أهمية خاصة للمؤمنين في مصر.
كرنيليوس قائد المائة
كان كرنيليوس جندياً رومانيًا من كتيبة إيطالية في مدينة قيصرية، وقبل إيمانه كان يعبد الكواكب، لكنه تأثر بشدة بالآيات والمعجزات التي صنعها الرسل، مما دفعه لترك عبادة الأوثان والتمسك بالصلاة والصوم والصدقة، وبفضل إيمانه القوي، أرسل الله له ملاكًا ليطلب منه استدعاء الرسول بطرس ليعلمه طريق الحق، وعندما جاء بطرس إلى قيصرية، بشره وأهل بيته بإيمان المسيح، فآمن الجميع وتم تعميدهم.
البداية الجديدة
بعد إيمانه، ترك كرنيليوس الخدمة العسكرية وكرّس حياته للكرازة، حيث رسمه القديس بطرس أسقفًا على قيصرية فلسطين، وبدأ في نشر تعاليم المسيح وتثبيت المؤمنين من خلال المعجزات، واستمر في جهاده حتى وفاته بسلام.
كتاب السنكسار الكنسي
من المهم أن نذكر أن كتاب السنكسار يحتوي على سير القديسين والشهداء، ويعرض تذكارات الأعياد وأيام الصوم مرتبة حسب أيام السنة، ويُستخدم في الصلوات اليومية، ويعتمد على تقويم قبطي خاص يتبع دورة نجم الشعري اليمانية، حيث يتكون من ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر يحتوي على 30 يومًا.
يمثل السنكسار بالنسبة للكنيسة القبطية مرجعًا مهمًا، حيث يسلط الضوء على تجارب القديسين، بما في ذلك ضعفهم وتحدياتهم، مما يساعد المؤمنين على فهم حروب الشيطان وكيفية الانتصار عليها، ويعكس أهمية الإيمان والثبات في مواجهة الصعوبات عبر التاريخ.

