في حادثة مؤلمة، تعرض أربعة متطوعين دوليين، بينهم ثلاثة إيطاليين وكندية، لهجوم عنيف من مستوطنين إسرائيليين في قرية عين الديوك قرب أريحا، هذا الهجوم وقع في ساعات الصباح الباكر يوم الأحد الماضي، وقد أثار ردود فعل غاضبة من حكومتي إيطاليا وكندا، حيث أدانت وزارة الخارجية الكندية هذه الأعمال العنيفة واعتبرتها غير مقبولة، بينما عبّر وزير الخارجية الإيطالي عن استيائه من هذا الاعتداء، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال لا تعكس طريقة مشروعة للدفاع عن الحقوق.
وفقاً لروايات المتطوعين، اقتحم عشرة مستوطنين ملثمين المنزل الذي كانوا يقيمون فيه، واعتدوا عليهم بالضرب لمدة 15 دقيقة، حيث تعرضوا للركلات والضرب المبرح، بالإضافة إلى تدمير محتويات المنزل، بما في ذلك البطاريات الشمسية الخاصة بهم، المتطوعة الكندية التي فضلت عدم ذكر اسمها، أكدت أن هذا العنف ليس شيئًا جديدًا، إذ يعاني الفلسطينيون من هذا النوع من الاعتداءات بشكل يومي، مما يبرز حجم المعاناة التي يعيشها السكان هناك.
تصاعد خطير للعنف الاستيطاني
تأتي هذه الواقعة في ظل تصاعد ملحوظ في اعتداءات المستوطنين على قرية عين الديوك، حيث زادت هذه الاعتداءات بشكل شبه يومي، تشمل اقتحام المنازل وسرقة الممتلكات، مثل 200 رأس من الأغنام وسيارتين، إضافة إلى تدمير ألواح الطاقة الشمسية، ورغم أن القرية تقع ضمن منطقة تخضع للسلطة الفلسطينية، إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم تتدخل لوقف هذه الاعتداءات، مما يثير تساؤلات حول دعم المستوطنين من قبل بعض شخصيات الحكومة الإسرائيلية.
إحصاءات الأمم المتحدة تشير إلى أن المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية قتلوا أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، بينهم 233 طفلاً، في إطار حملة عنف ممنهجة تهدف لفرض السيطرة على الأرض.
أهمية وجود المتطوعين الدوليين
الناشطة الفلسطينية منال التميمي، من منظمة “فزعة”، أكدت أن الهجوم الأخير يعكس مستوى التنسيق بين المجموعات الاستيطانية، مشددة على ضرورة وجود المتطوعين الدوليين لحماية القرى الفلسطينية، ورغم الإصابات التي تعرضت لها المتطوعة الكندية، أكدت أنها ستستمر في دعم سكان القرية، حيث يشعر الناس بالأمان بوجود المتطوعين، مما يسهم في تحسين حياتهم اليومية.
الهجوم الأخير يسلط الضوء على استمرار الاعتداءات ضد الفلسطينيين والمتطوعين الدوليين، ويعكس الحاجة الملحة لمزيد من الجهود الدولية لوقف العنف وحماية المدنيين في الأراضي المحتلة.