في خطوة مثيرة للجدل، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبًا للعفو إلى الرئيس إسحاق هرتسوج، مما أعاد النقاش حول مفهوم المصلحة العامة الذي غالبًا ما يتم تجاهله في السجالات السياسية، حيث يسعى كل طرف لتكييفه بما يناسب رؤيته الخاصة، مما يجعل الحقيقة تتلاشى وسط الضجيج السياسي.

يرى اليمين أن التحقيقات ضد نتنياهو قد تسببت في تفكيك النظام القضائي، في حين يعتقد اليسار أن الاعتماد على القضاة لإقصاء نتنياهو من المشهد السياسي لم يعد كافيًا، مما يجعله مضطرًا للعودة إلى العملية الديمقراطية من خلال الانتخابات.

مؤيدي نتنياهو يرون أن الطلب للعفو ليس بدافع الخوف على مستقبله الشخصي، بل لتحقيق استمرارية مشروعه السياسي، حيث أن أي حكم من المحكمة العليا قد يستغرق سنوات طويلة، وبالتالي فإن الوقت ليس لصالحهم، بينما يشير خصومه إلى أن ربط العفو باستقالته يعكس عدم ثقتهم في قدرتهم على الفوز في الانتخابات.

ترامب ودوره في العفو

وسط هذه الأجواء، يظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كلاعب رئيسي، حيث يعتبر نتنياهو جزءًا من رؤيته الجيوسياسية، وبالتالي يسعى للحفاظ عليه في السلطة، مما يجعل موقفه مختلفًا عن موقف الرئيس الحالي جو بايدن الذي كان يتوقع منه تقديم الدعم لخصوم نتنياهو.

المفاوضات حول العفو قد لا تتم بين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي، بل قد تشمل مسؤولين أمريكيين، الذين لا يطلبون استقالته، بل يفضلون منه الاعتراف بخطأه والاعتذار مع الحفاظ على منصبه، حيث أن فكرة العفو جاءت بعد اقتراح ترامب خلال زيارة له للكنيست، والذي يرى أن القضايا القانونية تعرقل تحقيق رؤيته السياسية.