تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الثاني والعشرين من شهر هاتور القبطي، ذكرى استشهاد القديسين قزمان ودميان وإخوتهما انتيموس ولاونديوس وابرابيوس ووالدتهما ثاؤذوتي، وهو حدث يحمل في طياته معاني عميقة عن الإيمان والشجاعة في مواجهة الصعوبات.
شهادة قزمان ودميان وعائلتهما
تروي كتب السنكسار الكنسي، التي تسجل سير القديسين والشهداء، قصة هذه العائلة التي نشأت في بلاد أرابيا بآسيا الصغرى، فقد فقدت الأم زوجها وهي شابة، لكنها أصرّت على تربية أولادها على مخافة الله، حيث تعلم قزمان ودميان مهنة الطب، بينما اتجه إخوتهما الثلاثة إلى حياة العبادة والتنسك في البرية.
قام قزمان ودميان باستخدام مهارتهما في الطب لخدمة الناس دون انتظار مقابل، واعتمدوا على الصلاة في شفاء المرضى، وكانوا يبتعدون عن حب المال، لكن إيمانهم جذب انتباه الوالي ليسياس، الذي أمر باستدعائهم بعد أن علم بإيمانهم، وعندما رفضوا السجود للأوثان تعرضوا لعذابات قاسية، منها الحبس في مستوقد الحمام والدواليب الحديدية، ورميهم في البحر، لكن الله أنقذهم بمعجزات جعلت الكثير من الجنود والشعب يؤمنون.
ما هو السنكسار؟
السنكسار هو كتاب كنسي يروي سيرة القديسين والشهداء، ويحتوي على أحداث كل يوم من السنة القبطية، وتقرأه الكنيسة في القداس، ليحيا المؤمنون تاريخ الكنيسة ويحصلوا على بركة سير القديسين، فهو مصدر إلهام ورمز للأمل والثبات في الإيمان.
تستمر القصة عندما أصيب الوالي بمرض شديد، فاستدعى القديسين ليصلوا من أجله، وعندما شفي، عاد لجحد نعمة الله، وقرر تعذيبهم مرة أخرى، وعند الحكم عليهم بالإعدام، كانت والدتهم تشجعهم على الثبات، مما أدى إلى أمر الوالي بقطع رأسها، فحصلت على إكليل الشهادة، وفي النهاية، استشهد القديسون بفرح وهدوء، حيث دفنهم المؤمنون باحترام وتقدير.
