في وقت حساس للغاية، ألقى السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، كلمة قوية في احتفال ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث أكد أن الوضع الحالي يمثل تحديًا كبيرًا أمام الإنسانية جمعاء، فالشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم خطيرة من الاحتلال الإسرائيلي، تشمل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتحرك لوقف هذه الانتهاكات.

واقع مأساوي في فلسطين

أوضح العكلوك أن السنوات الماضية شهدت مآسي غير مسبوقة، حيث قتلت إسرائيل وأصابت نحو 11% من سكان قطاع غزة، ودمرت معظم البنية التحتية، مما أدى إلى أن يصبح ربع مليون فلسطيني ضحايا بشكل مباشر، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الضحايا غير المباشرين، بسبب تدمير مقومات الحياة الأساسية مثل الغذاء والدواء، مما جعل المساعدات الإنسانية تتحول إلى “مصائد موت”.

استمرار الانتهاكات

تحدث السفير عن الأساليب الجديدة التي تستخدمها إسرائيل في الإبادة، مثل التجويع كسلاح، مشيرًا إلى استمرار سياسة القتل والاعتقال وهدم المنازل في الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل على 82% من أراضيها، بالإضافة إلى توسيع المستوطنات وبناء الحواجز العسكرية التي تعزل الفلسطينيين.

كما تناول العكلوك الانتهاكات المتزايدة في القدس، مثل الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وسحب الهويات، مما يزيد من معاناة السكان هناك، مشددًا على أن هذه الانتهاكات تمثل برنامجًا رسميًا من الحكومة الإسرائيلية، ويتطلب رد فعل جاد من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الممارسات.

دعوة للتحرك الدولي

دعا العكلوك المجتمع الدولي إلى تبني إجراءات ملموسة ضد الاحتلال، مثل فرض عقوبات مباشرة على إسرائيل، ووقف تزويدها بالسلاح، ومراجعة العلاقات السياسية والاقتصادية معها، مؤكدًا أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين الذي وصل إلى 160 دولة يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة، لكنه يحتاج إلى دعم فعلي لتحقيق السلام.

في نهاية كلمته، شدد السفير على أهمية وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرًا أنه لا سلام دون إنهاء الاحتلال، ودعا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى الإسراع في ذلك ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.