في ظل الأوضاع المتقلبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، أكد السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن المعاناة التي يمر بها الفلسطينيون اليوم هي من بين الأكثر دموية في تاريخهم الحديث، فالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من عامين، والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، جعلت الوضع الإنساني في غاية السوء.

التضامن مع الشعب الفلسطيني

خلال كلمته في الفعالية التي نظمتها جامعة الدول العربية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أعرب العكلوك عن شكره للحضور، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس، وأكد أن السلام يتطلب النظر إلى معاناة الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن، والآباء الذين يعجزون عن إطعام عائلاتهم بسبب الحصار، والأسري الذين يناضلون خلف القضبان، وعدد الشهداء الذي تخطى 40 ألف شهيد، بالإضافة إلى النازحين الذين فقدوا منازلهم.

وأشار العكلوك إلى أن الأرقام تتحدث عن كارثة إنسانية في غزة، حيث قُتل أو أُصيب نحو 11% من السكان، وتدمير 85% من البنية التحتية، مما أدى إلى فقدان الكثيرين لمقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء، وأكد أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل سوءًا، حيث تستمر الاعتقالات وهدم المنازل، مع توسيع المستوطنات وبناء الحواجز العسكرية.

السياسات الإسرائيلية في القدس

وفي سياق حديثه عن القدس، أشار العكلوك إلى تصاعد السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهويد المدينة، من هدم المنازل وسحب الهويات، إلى الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، ولفت النظر إلى المعاناة التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون، حيث تتعرض حقوقهم الأساسية للاعتداء.

ودعا العكلوك المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل، ووقف بيع الأسلحة لها، ومراجعة العلاقات معها، كما دعا إلى دعم جهود محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين.

وفي ختام كلمته، أكد العكلوك على أهمية الاعتراف بدولة فلسطين، حيث ارتفع عدد الدول المعترفة بها إلى 160، داعيًا الدول الأخرى إلى الإسراع في اتخاذ خطوات مماثلة، وأكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا على أرضه مهما كانت التحديات، مشددًا على أن السلام الحقيقي يبدأ من إنهاء الاحتلال.