تستمر القضية الفلسطينية في مواجهة تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والإنساني، حيث يتعرض قطاع غزة لدمار واسع وتتأثر المؤسسات التعليمية والثقافية بشكل كبير، وفي ظل هذه الظروف، كان لنا حديث مع المستشار غازي فخري مرار، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، للحديث عن الجهود المبذولة لصون الهوية الوطنية وحماية التراث الفلسطيني، بالإضافة إلى دور المثقفين في مواجهة السياسات الإسرائيلية الصعبة التي تفرض على الشعب الفلسطيني.

تطورات الوضع الفلسطيني

بعد أحداث السابع من أكتوبر، أصبح العالم أكثر إدراكًا لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر من أجل حقوقه المشروعة، وهذا ما انعكس على المواقف الإسرائيلية التي تسعى لتقليل دور السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، حتى على المستوى التنسيقي مع الإدارة الأمريكية، التي تواصل الرهان على إمكانية استمرار وجود فلسطيني محدود بعد سنتين، وفقًا لاتفاقات مؤتمر شرم الشيخ.

تسعى الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية إلى تهميش الوجود الفلسطيني على كافة الأصعدة، حيث يظهر هذا التوجه في التنسيق المستمر بين الجانبين، سواء في عهد ترامب أو بايدن، بهدف إبعاد أي سلطة فلسطينية عن الرؤية السياسية المستقبلية رغم الاعتراف الدولي الواسع بفلسطين من نحو 160 دولة.

في الوقت نفسه، تبذل بعض الدول العربية، مثل مصر وقطر، جهودًا لدعم وجود فلسطيني مؤثر في غزة خلال فترات وقف إطلاق النار، حيث يشارك الآلاف من المدربين الفلسطينيين في إدارة العمليات الأساسية في القطاع، لكن إدخال المساعدات الإنسانية لا يزال يواجه عقبات كبيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

عضو <a href=المجلس الوطني الفلسطيني لـ صوت العرب مصر شريكة أساسية" title="عضو المجلس الوطني الفلسطيني لـ صوت العرب: مصر شريكة أساسية في حماية التعليم والتراث بتاعنا 2">

جهود مصر في دعم غزة

عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن سياساتها العدائية، استطاعت مصر أن تتصدى للعديد من محاولات الهجرة القسرية، ولعبت دورا فاعلا في دعم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث وصل مجموع الشحنات إلى نحو 78 جولة، رغم محاولات الاحتلال منع مرور هذه المساعدات، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية.

تؤكد مصر دائمًا دعمها للقضية الفلسطينية، وتعمل على عدم السماح بتصفية هذه القضية كما تحاول إسرائيل، سواء في الضفة الغربية أو غزة، حيث تواصل إسرائيل اعتداءاتها اليومية، مما يؤدي إلى سقوط شهداء وإصابات عديدة في صفوف المدنيين.

في ظل هذه الظروف، يواجه المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم تحديًا كبيرًا في التصدي لتأثيرات الحرب على التعليم والثقافة في فلسطين، حيث تم تدمير معظم المؤسسات التعليمية، لكن الطلاب والمعلمين يسعون جاهدين للحفاظ على التعليم وضمان استمرارية العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة.

مواجهة آثار الحرب على التعليم والثقافة

على الرغم من الدمار الذي لحق بالمؤسسات التعليمية، يواصل الفلسطينيون حرصهم على التعليم، حيث تقدم نحو 60 ألف طالب لامتحانات الثانوية العامة ونجحوا رغم الظروف القاسية، وهذا يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على التعليم كركيزة أساسية لنضاله.

في المجال الثقافي، تواصل المؤسسات الفلسطينية والمثقفون العمل على الحفاظ على التراث والهوية الوطنية من خلال الفعاليات الثقافية المتنوعة، ويشارك المثقفون في جميع أنحاء العالم العربي في دعم الثقافة الفلسطينية وتعزيز العلاقات الثقافية مع مصر.

محاولات طمس الهوية والتراث الفلسطيني

تعتبر الثقافة الفلسطينية ركيزة أساسية لدعم القضية الوطنية، حيث تلعب المرأة والشباب والمثقفون دورًا فاعلًا في مواجهة محاولات الاحتلال لطمس الهوية، وتعمل القيادة الفلسطينية على إعادة بناء المؤسسات التعليمية والثقافية في غزة، مع التركيز على تطوير البرامج التعليمية والثقافية لدعم الهوية الفلسطينية.

بالإضافة إلى ذلك، يحرص الفلسطينيون على متابعة التعليم رغم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين، لكن الشعب الفلسطيني يظل متمسكًا بالثقافة والتعليم كجزء من نضاله المستمر.

خطط مؤسسات الثقافة الفلسطينية

تساهم الثقافة الفلسطينية في تعزيز الهوية الوطنية، حيث تم تنظيم ندوات وفعاليات ثقافية عديدة في مصر، مما يعكس حرص المجتمع الفلسطيني والعربي على دعم الثقافة الفلسطينية، كما ساهمت الأكاديمية الثقافية في تخريج العديد من الطلاب الفلسطينيين الذين أصبحوا جزءًا من الحركة الثقافية الداعمة للقضية الفلسطينية.

تتواصل الجهود لتوثيق العلاقات الثقافية بين فلسطين ومصر، مما يعكس حرص القيادة الفلسطينية على إثراء هذه الروابط وتعزيزها.

دور المثقف الفلسطيني

المثقف الفلسطيني لا يزال له دور مؤثر في المعركة السياسية والإعلامية، حيث يسعى من خلال أعماله الأدبية والفكرية إلى تجسيد الهوية الفلسطينية وتجربة الصمود، وقد برزت إسهامات العديد من المثقفين في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية.

تعتبر هذه الرموز الثقافية قاعدة صلبة لدعم النضال الفلسطيني وتعزيز الهوية الثقافية على المستويين الثقافي والسياسي.

أولويات فلسطين المستقبلية

تتجه الأولويات الفلسطينية نحو إعادة بناء جيل قادر على حماية الهوية الوطنية، حيث تركز الجهود على دعم المؤسسات الثقافية والتعليمية في غزة، لضمان استمرار نقل التراث الفلسطيني للأجيال القادمة، وهذا يعكس حرص الفلسطينيين على التعليم والثقافة كدعامة أساسية لاستمرار القضية الوطنية، رغم الظروف القاسية.