تشهد العلاقات بين واشنطن وكراكاس تصعيدًا ملحوظًا، حيث تشير التقارير إلى احتمال انتقال التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا من الضغوط السياسية إلى تحركات عسكرية محدودة، وهذا يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة الفنزويلية في ظل اتهامات تتعلق بتهريب المخدرات.

خطط عسكرية أمريكية

وفقًا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، هناك مداولات جارية داخل البيت الأبيض بشأن استهداف بعض المواقع في فنزويلا، حيث تُعتبر هذه الخطوات جزءًا من جهود واشنطن لمكافحة المخدرات، كما أظهرت وكالات التجسس الأمريكية معلومات دقيقة حول مواقع منشآت مرتبطة بالتهريب في فنزويلا وكولومبيا، وفي خطوة تعكس الاستعداد العسكري، نفذت الطائرات الأمريكية دوريات شبه دائمة في الأجواء الدولية القريبة من فنزويلا.

إعلان ترامب

في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المجال الجوي فوق فنزويلا يجب اعتباره مغلقًا، ودعا جميع الجهات المعنية إلى الالتزام بهذا القرار، ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية أو الحكومة الفنزويلية، فإن هذا الإعلان يأتي في ظل تزايد النشاط العسكري الأمريكي بالقرب من السواحل الفنزويلية، حيث تم استهداف قوارب يُشتبه في تورطها بالتهريب داخل البحر الكاريبي.

عمليات سرية وتوترات متزايدة

التطورات الأخيرة تتزامن مع سماح ترامب لوكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، كما تم التلميح إلى بدء عمليات برية تهدف لوقف تهريب المخدرات، وفي نفس السياق، أصدرت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية تحذيرًا لشركات الطيران من احتمال وجود “موقف خطير” في الأجواء فوق فنزويلا، مما أدى إلى إلغاء الحكومة الفنزويلية حقوق التشغيل لست شركات طيران دولية.

اتهامات متبادلة

تتهم إدارة ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالضلوع في تهريب المخدرات، بينما ينفي مادورو هذه الاتهامات، مؤكدًا أن الجيش والشعب الفنزويليين سيقاومان أي تدخل أجنبي، ورغم أن العمليات الأمريكية تُصنَّف تحت بند مكافحة المخدرات، إلا أن القوة العسكرية المنتشرة تتجاوز بكثير الاحتياجات المعتادة، حيث نفذت القوات الأمريكية منذ سبتمبر الماضي 21 ضربة ضد زوارق تهريب أسفرت عن مقتل 83 شخصًا على الأقل.

مرحلة جديدة من المواجهة

تزامن إعلان ترامب عن إغلاق الأجواء مع الضربات البحرية والنشاط الاستخباراتي، مما يعكس تحولًا من الضغط السياسي إلى احتمالية التدخل العسكري المحدود داخل فنزويلا، وهو ما قد يمهد لبداية فصل جديد من المواجهة بين واشنطن وكراكاس في منطقة تعيش توترًا سياسيًا واقتصاديًا غير مسبوق.