في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة مؤثرة خلال المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة يوم 28 نوفمبر 2025، حيث حضر هذا الحدث وزراء ومسؤولون من مختلف دول البحر الأبيض المتوسط.

أهمية القضية الفلسطينية

بدأ أبو الغيط كلمته بتقديم الشكر لوزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، على حسن التنظيم، معربًا عن تقديره للجهود التي بذلها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كايا كالاس، ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي.

أشار أبو الغيط إلى الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، حيث وصف ما حدث خلال العامين الماضيين بأنه “حرب غاشمة”، مؤكدًا أن الاحتلال لم يعد مجرد قضية محلية بل بات تهديدًا للأمن الإقليمي والعالمي.

التحولات الدولية وتداعياتها

تحدث أبو الغيط عن خطة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لمعالجة وضع غزة، مشددًا على ضرورة تنفيذ المرحلة الثانية منها رغم محاولات إسرائيل لعرقلة المساعدات اللازمة لإعادة الإعمار.

كما أشاد بمواقف العديد من الدول الأوروبية التي دعمت قيم العدالة الإنسانية، مؤكدًا أن التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية يتزايد، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيظل جزءًا أساسيًا من الأجندة الدولية.

الأزمات في السودان وليبيا

انتقل أبو الغيط للحديث عن الأزمة السودانية، محذرًا من تداعيات الحرب الأهلية التي تهدد وحدة البلاد، مشيرًا إلى وجود نحو 9 ملايين نازح و3.5 مليون لاجئ، داعيًا إلى ضرورة التوصل لهدنة إنسانية من أجل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.

كما أكد على أهمية خارطة الطريق الأممية لتوحيد المؤسسات الليبية، ورحب بتوقيع اتفاق البرنامج التنموي الموحد، كخطوة نحو تعزيز الاستقرار في ليبيا.

التحديات المشتركة في المتوسط

تناول أبو الغيط مجموعة من التحديات التي تواجه دول البحر المتوسط، مثل قضايا المناخ والطاقة والأمن الغذائي، مشددًا على ضرورة التعاون العربي الأوروبي لمواجهة هذه التحديات، حيث ستظل الجامعة العربية شريكًا موثوقًا في هذا المجال.

اختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على أن البحر المتوسط سيظل، كما كان عبر التاريخ، مساحة للتواصل الثقافي والتنمية المشتركة، معربًا عن أمله في تعزيز العلاقات بين ضفتي البحر من خلال الاجتماعات القادمة.