في خليج قابس التونسي، حيث تعيش أسماك القرش والراي منذ زمن بعيد، بدأت الأمور تتغير بشكل مقلق، مع تراجع الموارد السمكية التقليدية، اتجه الصيادون نحو هذه الأنواع التي كانت تُصاد في الماضي بشكل عشوائي، لتصبح الآن هدفًا رئيسيًا خلال فصلي الربيع والصيف، وقد أجرى فريق من الباحثين بجامعة تونس دراسة شملت 161 صيادًا محليًا، حيث اكتشفوا أن الصيادين يعدلون شباكهم ومناطق صيدهم وفقًا لحركة الأسماك التي تتجه إلى المياه الضحلة للتكاثر.
تراجع ملحوظ في أعداد الأسماك
على مر السنوات، لاحظ الصيادون تراجعًا كبيرًا في أعداد أسماك القرش والراي، بسبب الصيد المكثف وغياب استراتيجيات إدارة فعالة، وأشار الباحثون إلى أن هذه الأسماك تعاني من الضغط الشديد لأنها تتكاثر ببطء، وتصل إلى النضج الجنسي في وقت متأخر، مما يجعلها عرضة للانقراض في حال استمرار الصيد المفرط، ومع تزايد الطلب عليها بسبب نقص الأنواع التجارية الأخرى، يواجه مستقبل هذه الكائنات خطرًا حقيقيًا.
ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية البيئة البحرية
يحذر الباحثون من أن استمرار الوضع الحالي قد يتسبب في أضرار جسيمة للنظام البيئي البحري في المنطقة، ويؤكدون على أهمية وضع قواعد صارمة لإدارة الصيد، مثل تقنين جهد الصيد وإغلاق المناطق الحساسة خلال فترات التكاثر، وذلك لضمان استدامة هذه الأنواع وحماية التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط.

