في يوم الأربعاء، شهدت هونغ كونغ واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها الحديث، حيث اندلع حريق هائل في مجمع سكني بمنطقة تاي بو، مما أسفر عن وفاة 44 شخصًا ومئات المفقودين، حسبما أكدت السلطات المحلية.
الحريق نشب في مجمع Wang Fuk Court الذي يتكون من ثمانية أبراج سكنية، ويعيش فيه أكثر من 4000 شخص، بينهم عدد كبير من كبار السن، وعانت فرق الإطفاء من صعوبة في الوصول إلى السكان المحاصرين في الطوابق العليا بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
اعتقالات وتهم بالإهمال الجسيم
أعلنت الشرطة عن اعتقال ثلاثة رجال، من بينهم مديران في شركة إنشاءات ومستشار، بتهمة الإهمال الجسيم الذي أدى إلى وقوع هذه المأساة، حيث عُثر على ألواح بوليسترين شديدة الاشتعال تسد نوافذ بعض الشقق، بالإضافة إلى مواد لا تتوافق مع معايير السلامة.
مواد قابلة للاشتعال وسقالات من الخيزران تُفاقم المأساة
وأوضح مدير خدمات الإطفاء أن وجود ألواح البوليسترين كان غير اعتيادي وساهم في انتشار النيران بسرعة، مما دفع السلطات لفتح تحقيق جنائي، كما أشار المسؤولون إلى أن استخدام السقالات المصنوعة من الخيزران، وهي تقنية تقليدية في هونغ كونغ، قد ساهم في تسريع انتشار الحريق.
مئات المفقودين ومراكز إيواء مكتظة
أعلن رئيس السلطة التنفيذية، جون لي، أن هناك حوالي 279 شخصًا لا يزالون في عداد المفقودين، بينما تم إجلاء أكثر من 700 شخص إلى ملاجئ مؤقتة، وظهرت مشاهد للناجين في مراكز الإيواء وهم يفترشون الأرض في ظل حالة من الصدمة والحزن.
وفاة رجل إطفاء أثناء العمليات
نعت السلطات رجل الإطفاء هو واي-هو الذي توفي أثناء مشاركته في عمليات الإنقاذ، حيث تم نقله إلى المستشفى بعد إصابته، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
في تعليق من خبير في خطط الإطفاء، أعرب عن صدمته من الكارثة، مؤكدًا أنه من غير المعقول أن تحدث مثل هذه الحوادث في ظل التشريعات الحديثة للبناء، ولا يزال سبب اندلاع الحريق غير معروف، فيما تتواصل جهود إخماد النيران والبحث عن ناجين في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها هونغ كونغ منذ عقود.

