تتجه الأنظار إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي يستعد لزيارة موسكو الأسبوع المقبل، حيث يهدف إلى إجراء محادثات بشأن خطة السلام التي قدمتها إدارة ترامب لإنهاء النزاع المستمر في أوكرانيا، وتشير التقارير إلى أن هذه الخطة تتطلب تنازلات كبيرة من كييف، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة.

المبعوث الأمريكي ودوره في الوساطة

ستيف ويتكوف ليس دبلوماسياً تقليدياً، فهو مطور عقاري وملياردير، وقد حصل على منصبه بفضل علاقته الشخصية مع الرئيس ترامب التي تعود إلى عقود، وفي عام 2025، تم تعيينه مبعوثاً خاصاً لمهام السلام، حيث نجح في بعض الوساطات السابقة مثل تبادل الرهائن في غزة، ولكن مهمته الحالية تبدو أكثر تعقيداً بسبب مواقفه السابقة التي تميل نحو روسيا، حيث عارض العقوبات المفروضة عليها واعتبر أن حلف الناتو استفز روسيا.

تفاصيل الزيارة والرد الروسي

يؤكد مستشار الكرملين أن هناك موافقة مبدئية على زيارة ويتكوف، لكنه أشار إلى أن المقترح الأمريكي لم يُستلم بشكل رسمي بعد، تأتي هذه الزيارة في وقت حساس حيث تتسارع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع، وقد سبقتها محادثات في أبوظبي وجنيف، مما يدل على أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق نتائج سريعة تتجاوز الطرق الدبلوماسية التقليدية.

أسلوب ترامب في الدبلوماسية

أسلوب ويتكوف يعكس نهج ترامب في الدبلوماسية، حيث تم تسريب محادثة بينه وبين مسؤول روسي يقدم فيها توجيهات حول كيفية التحدث مع ترامب، مما يوضح أن هناك استراتيجية واضحة قائمة على إبرام صفقات، وقد أشار ويتكوف إلى أن التنازلات المطلوبة قد تشمل مناطق مثل دونيتسك، وهو ما يثير قلق الكثيرين في أوكرانيا.

الخطة المسربة وتبعاتها

الخطة التي تم تسريبها تتكون من 28 نقطة، وتطالب أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ تحتلها روسيا، كما تحدد سقفاً لجيشها، مما يثير مخاوف من تأثير ذلك على سيادتها، وقد أدى هذا الأمر إلى ردود فعل قوية من كييف وحلفائها في الناتو، حيث يعارضون بشدة هذه الشروط ويعملون على تقديم مقترحات بديلة.

التحديات المستقبلية

تواجه مهمة ويتكوف تحديات كبيرة، حيث يسعى لتحقيق توازن بين المطالب الروسية والرغبة الأوكرانية في الحفاظ على سيادتها، ومع استمرار الصراع، يتزايد الضغط على جميع الأطراف لتحقيق اتفاق سريع، ولكن يبقى السؤال: هل ستكون إدارة ترامب مستعدة لمواجهة الكرملين نيابة عن حلفائها الأوروبيين؟