في أحداث مثيرة شهدتها غينيا بيساو، قام مجموعة من العسكريين بالإعلان عن توليهم السيطرة الكاملة على البلاد بعد احتجاز الرئيس عمر سيسوكو إمبالو داخل القصر الرئاسي، وهو ما فتح صفحة جديدة من عدم اليقين في بلد عانى طويلاً من الاضطرابات السياسية.
البيان العسكري والتوترات المحيطة
العسكريون أصدروا بيانهم من مقر قيادة الجيش، حيث أعلنوا عن تعليق العملية الانتخابية وإغلاق الحدود، مما يشير إلى حالة من الجمود السياسي لحين وضوح الرؤية بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت مؤخراً.
لحظات قبل البيان، سُمعت أصوات إطلاق نار حول القصر الرئاسي، تلاها انتشار مكثف لقوات عسكرية على الطرق المؤدية لمقر الحكم، مما جعل المدينة تستيقظ على واقع جديد من التوتر.
اعتقال الرئيس واتهامات داخل الجيش
الرئيس إمبالو تحدث لمجلة “جون أفريك” عن تفاصيل اعتقاله، مشيراً إلى أنه لم يتعرض لأي سوء معاملة، كما تم اعتقال عدد من كبار القادة العسكريين، مما يكشف عن انقسام داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
إمبالو اتهم رئيس الأركان بتدبير هذا التحرك، بينما تشير المصادر إلى أن دوي الرصاص كان قريباً من القصر ومكاتب اللجنة الانتخابية، مما يعكس توتراً يتجاوز النزاع السياسي.
شرعيتان متصارعتان ومصير غامض
هذه التطورات تأتي قبل ساعات من إعلان النتائج الأولية، في بلد شهد أربعة انقلابات وعددًا من المحاولات الفاشلة منذ الاستقلال، حيث أعلن إمبالو فوزه في الانتخابات، بينما أعلن منافسه فوزه أيضاً، مما يضع غينيا بيساو في دوامة من الشرعيات المتنازعة.
هذا التداخل بين الادعاءات المختلفة يفتح الباب أمام صراع سياسي أكبر، مما يهدد مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، حيث تتحرك المؤسسة العسكرية بشكل واضح لتعيد رسم المشهد السياسي في أي لحظة.
آفاق المستقبل
في ظل غياب خريطة طريق واضحة، تترقب الأنظار التطورات القادمة، حيث يمكن لقرار أو مواجهة واحدة أن تغير مسار الأحداث بالكامل في دولة اعتادت على التحولات المفاجئة، مما يجعل الشعب يعيش في حالة من الترقب والريبة.

