في خطوة تعكس اهتمام الحكومة المصرية بتطوير الرعاية الصحية، شاركت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، في افتتاح منتدى مستشفى أهل مصر 2025 تحت عنوان «تشكيل مستقبل رعاية مرضى الحروق» نيابة عن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، وقد تناولت في كلمتها التحديات الصحية والإنسانية التي تفرضها إصابات الحروق على الأفراد والمجتمعات، مشيرة إلى الأرقام التي قدمتها منظمة الصحة العالمية والتي تشير إلى وفاة حوالي 180 ألف شخص سنويًا بسبب الحروق، معظمهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مما يجعلها من أبرز أسباب الإعاقة خاصة بين الأطفال.
منظومة وطنية لرعاية الحروق
تحدثت الدكتورة عبلة عن جهود وزارة الصحة في إنشاء منظومة وطنية موحدة لرعاية الحروق، حيث تضم هذه المنظومة 54 مركزًا وقسمًا على مستوى الجمهورية، بما يعادل 559 سرير إقامة و149 سرير رعاية مركزة، بالإضافة إلى 32 غرفة عمليات مطابقة لأعلى معايير مكافحة العدوى، كما أن الوزارة تهدف إلى تحقيق معدل 0.37 سرير رعاية حروق لكل ألف نسمة وفق المعايير الأوروبية، مع إنشاء شبكة ربط وطنية لضمان الرعاية الفورية.
كما أكدت على أهمية تدريب الكوادر الطبية عبر منظومة الطوارئ 137 لضمان التدخل السريع خلال «الساعة الذهبية»، مشيرة إلى الشراكات مع القطاع الخاص مثل إنشاء وحدة حروق عالمية بمستشفى السلام في بورسعيد بالتعاون مع وزارة البترول وشركة إيني الإيطالية، والتي تضم 18 سريرًا، إضافة إلى برامج تدريب محلية ودولية في جنوب أفريقيا.
دور مستشفى أهل مصر ومؤسسة تمكين
أشادت نائب الوزير بمستشفى أهل مصر كنموذج يحتذى به في الرعاية المتكاملة، ودور مؤسسة «تمكين» في دعم المتعافين ونشر الوعي حول أهمية الدمج بين الدعم النفسي والاجتماعي والعلاج، حيث توفر الوزارة غرف مشورة أسرية في 5000 وحدة رعاية أساسية، وتأمل في تكثيف التعاون مع المستشفى في حملات التوعية بالوقاية.
في ختام كلمتها، استعرضت الدكتورة عبلة الألفي محاور العمل المستقبلية، بما في ذلك استكمال تطوير مراكز الحروق وزيادة الأسرة المتخصصة، وتوسيع خدمات الدعم النفسي وإعادة التأهيل، وتعزيز الشراكات مع القطاعين الخاص والأهلي، وتطوير برامج التدريب المستمرة، معبرة عن تقدير الوزارة لكل جهد يخفف معاناة المرضى ويعيد الأمل لأسرهم، وموجهة الشكر لمؤسسة ومستشفى أهل مصر على دورهما الوطني المتميز.

