في قلب غابة بكاسين بجنوب لبنان، يواجه مزارعو الصنوبر أزمة بيئية خانقة، حيث انخفضت مخزونات المخاريط بشكل ملحوظ بسبب الجفاف وظهور آفات غريبة تهدد هذا المصدر الحيوي للرزق، وقد بدأ هذا التراجع منذ عام 2015 عندما تم رصد حشرة تتغذى على المخاريط، مما زاد من معاناة المزارعين الذين يعتمدون على هذه الأشجار لتأمين حياتهم اليومية.
تحديات المزارعين
يقول نبيل نمر، خبير صحة الغابات، إن أكثر من 82% من مخاريط الصنوبر تحولت إلى قشور فارغة، مما يعني أن الأشجار لم تعد تنتج كما كانت في السابق، وهذا الأمر ينعكس على حياة أكثر من 250 جامعاً للمخاريط، حيث انخفض عدد العاملين في هذا المجال إلى عشرات فقط.
الآثار الاقتصادية
زاد سعر الكيلوغرام من حبوب الصنوبر من 65 دولاراً إلى 100 دولار، مما دفع العديد من الأسر والمطاعم إلى استبدالها بشرائح اللوز الأرخص، بينما يتزايد عدد الأشجار التي تموت أو تصبح غير مثمرة، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المزارعين.
الحلول المطلوبة
يؤكد نمر على ضرورة وجود استراتيجية شاملة لمكافحة الآفات، تشمل إشراك المزارعين في رصد الآفات وإبلاغ السلطات، بالإضافة إلى تدريبهم على أساليب الإدارة السليمة للغابة، فالأشجار بحاجة إلى معالجة مستمرة وليس مجرد رش لمبيدات حشرية.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن غابة بكاسين بحاجة إلى اهتمام أكبر من الجميع، حيث أن الأشجار تعاني من تغير المناخ، مما يجعلها أكثر عرضة للآفات، وهذا يتطلب جهوداً مشتركة للحفاظ على هذا المورد الطبيعي الهام الذي يمثل جزءاً من تراث لبنان البيئي والاقتصادي.

