احتفلت مصر مؤخرًا باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث نظمت وزارة الأوقاف بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة احتفالية كبيرة، حضرها مجموعة من القيادات الدينية والوطنية وخبراء في هذا المجال، وذلك تأكيدًا على أهمية حماية حقوق المرأة في المجتمع المصري وتعزيز الخطاب الديني المستنير، الذي يدعو إلى المساواة والعدل.
رسالة إنسانية سامية
عبرت المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، حيث أكدت على حق كل امرأة في العيش بأمان وكرامة، وأن هذه الاحتفالية تأتي في إطار جهود الدولة لتمكين المرأة وحمايتها من جميع أشكال العنف.
كما أكدت أمل عمار أن الاحتفالية تحت رعاية وزارة الأوقاف تعكس أهمية الخطاب الديني الوسطي في تعزيز القيم الإنسانية، وأن التوعية الدينية تعتبر من أهم الوسائل لمواجهة ظاهرة العنف بكافة أشكاله، مشيرة إلى أن حماية المرأة مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون بين جميع مؤسسات الدولة والمجتمع.
جهود الدولة في حماية المرأة
سلطت المستشارة الضوء على اهتمام القيادة السياسية بقضية مناهضة العنف ضد المرأة، حيث جاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية الأمم المتحدة بمرور 25 عامًا على إعلان بكين ليؤكد على أهمية تمكين المرأة وحماية حقوقها كركيزة أساسية لتقدم المجتمع.
وتحدثت عن دور الدستور الجديد في التأكيد على حق المرأة في الحماية من العنف، حيث ينص على ضرورة حماية المرأة من جميع أشكال العنف، مما يعكس الإرادة الوطنية لصون كرامة المرأة المصرية.
كما توجهت بالشكر لجهود وزارة الأوقاف في نشر القيم الدينية الصحيحة وتدريب الأئمة والواعظات على كيفية التعامل مع قضايا العنف الأسري والمجتمعي، مشيدة بدور الواعظات في توعية المجتمع وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
التعاون المشترك لمواجهة العنف
أكدت أمل عمار أن القضاء على العنف ضد المرأة يتطلب عدة مسارات، منها تشريعات رادعة، وتوعية مجتمعية تهدف إلى تغيير الممارسات الضارة، بالإضافة إلى دعم نفسي واجتماعي واقتصادي للمرأة والفتيات، وأشارت إلى أن مصر تسير في هذه المسارات بقوة تحت قيادة حكيمة.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية الشراكة المستمرة بين المجلس القومي للمرأة والوزارات المختلفة لتحقيق مجتمع يرفض العنف ويحمي كرامة المرأة، متمنية الخير والأمان لكل نساء مصر والعالم.
كما تناولت الأستاذة مي محمود والأستاذة نورهان محمد زينهم في كلمتهما موضوع الابتزاز الإلكتروني، مشيرتين إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على النساء فقط، بل تشمل الرجال والأطفال، وقدموا الدعم الاقتصادي والنفسي للسيدات اللاتي يتعرضن للعنف.
أهمية الوعي المجتمعي
تحدثت السفيرة نبيلة مكرم عن الأشكال المختلفة للعنف، مشددة على أهمية الوعي في مواجهة كل هذه الأشكال، وأكد مفتي الجمهورية على مكانة المرأة في الإسلام من خلال عدة آيات قرآنية تدعو إلى احترامها وتقديرها.
واستعرض وزير الشباب والرياضة جهود الوزارة في دعم المرأة، بينما قدّمت متخصصات من مؤسسة “أهل مصر” تجارب ناجحة في مواجهة التنمر، مؤكدات أن الإرادة والدعم النفسي قادران على تحويل الألم إلى قوة.
في ختام الاحتفالية، عبر الدكتور أسامة الأزهرى عن سعادته بنجاح الفعالية، مشددًا على أن وزارة الأوقاف ستبذل كل جهد لحماية المرأة ودعمها، مؤكدًا أن الدين جاء لإكرام المرأة ونفي الحزن عنها.

