شهد مجلس الشيوخ الأسترالي حالة من التوتر بعد أن قامت السيناتورة بولين هانسون، المعروفة بمواقفها المثيرة للجدل، بارتداء البرقع خلال جلسة المجلس، وذلك كاحتجاج على رفض البرلمان مشروع قانون تقدمت به لحظر غطاء الوجه في الأماكن العامة، ونتيجة لذلك تم تعليق الجلسة بعدما امتنعت عن إزالة البرقع، وهو ما أثار انتقادات حادة من أعضاء آخرين في المجلس، خصوصاً من ذوي الخلفيات الثقافية والدينية المختلفة.
ردود فعل متنوعة على تصرف هانسون
السيناتورة مهرين فاروقي، التي تنتمي لحزب الخضر، وصفت تصرف هانسون بأنه “عنصرية صارخة”، بينما اعتبرت السيناتورة المستقلة فاطمة بايمان أن ما حدث “وصمة عار على المجلس”، في حين قادت بيني وونغ، زعيمة حكومة حزب العمال، حملة لإخراج هانسون من الجلسة، مؤكدة أن تصرفها لا يليق بعضو في مجلس الشيوخ الأسترالي.
أبعاد سياسية وثقافية أعمق
في بيان لها على فيسبوك، أكدت هانسون أن ارتداءها للبرقع يعبر عن احتجاجها على رفض مشروع القانون، مشيرة إلى أن البرقع يمثل “زيّاً قمعياً يشكل تهديداً للأمن القومي”. وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها هانسون لمثل هذه الاستعراضات، إذ سبق أن ارتدت البرقع في البرلمان عام 2017، مما يعكس تاريخها الطويل من المواقف المثيرة حول قضايا الهجرة والعرق، حيث عُرفت بخطابها المناهض للمهاجرين منذ ظهورها الأول في الساحة السياسية.
تأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه العالم جدلاً متزايداً حول غطاء الوجه، حيث كانت فرنسا أول دولة أوروبية تحظر النقاب في الأماكن العامة، وتزايدت الدعوات لذلك في دول أخرى مثل إيطاليا وبريطانيا، مما يعكس عمق الانقسامات حول قضايا الهوية والتعددية الثقافية والأمن في المجتمع الأسترالي.

