تشهد العلاقات بين حركة طالبان والحكومة الباكستانية توترًا متزايدًا بعد أن اتهمت طالبان باكستان بتنفيذ ضربات غير مبررة داخل الأراضي الأفغانية، حيث حذرت الحركة من أنها سترد في الوقت المناسب، ويأتي هذا التصريح في ظل تصعيد أمني وسياسي بين البلدين بعد اشتباكات شهدتها الحدود مؤخرًا.

التصعيد الأمني بين طالبان وباكستان

في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية، أكد مسؤول في طالبان أن باكستان انتهكت وقف إطلاق النار بقصف ثلاث مناطق قرب الحدود في ولاية باكتيكا شرقي أفغانستان، وبيّن أن كابل لن تبقى مكتوفة الأيدي، بينما أشار المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إلى أن قوات الحركة تلقت تعليمات بالالتزام بالهدنة طالما لا ينتهكها الطرف الآخر، لكنه شدد على أن الرد سيكون متاحًا عندما يتطلب الموقف ذلك.

اتهامات متبادلة بين الجانبين

اتهمت طالبان باكستان بتبني تصعيد غير مسؤول عبر ضرباتها الجوية، حيث زعمت أنها تستهدف المدنيين وتخرق سيادة أفغانستان، وأكدت طالبان أن قواتها مستعدة للدفاع عن الحدود إذا استمرت الانتهاكات، جاء هذا التصعيد بعد انهيار محادثات السلام الأخيرة بين الطرفين، حيث أوضح مجاهد أن طالبان لا ترى التزامات واضحة من باكستان تجاه احتواء الجماعات المسلحة.

موقف باكستان من الوضع

من جهته، قال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، إن استمرار الهدنة يعتمد على قدرة طالبان على كبح جماح جماعة “تياريك طالبان باكستان” (TTP) التي تنسب إليها العديد من الهجمات في باكستان، وأضاف أن بلاده مستعدة لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية سيادتها إذا تجددت الهجمات من الجانب الأفغاني.

تشهد الحدود بين باكستان وأفغانستان فترات من الهدنة تليها قصف متبادل، حيث تعكس هذه المواجهات خلافات استراتيجية بين الطرفين، وتسعى طالبان لتأكيد سيادتها ومنع استخدام أراضيها من قبل فصائل تستهدف باكستان، بينما تخشى إسلام آباد من نشاط مسلح يستخدم الأراضي الأفغانية كملاذ.