شهدت أسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الإثنين، حيث ساهمت التوقعات المتزايدة بإقدام الاحتياطي الفيدرالي على خفض سعر الفائدة الشهر المقبل في امتصاص تأثير قوة الدولار الأمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت بنحو 25 جنيهًا مقارنة بإغلاق تعاملات السبت الماضي، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى 5475 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 16 دولارًا لتسجل 4081 دولارًا، وسجل جرام الذهب عيار 24 نحو 6257 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4693 جنيهًا، فيما استقر الجنيه الذهب عند 43,800 جنيه.
أسواق الذهب في حالة انتظار
أوضح إمبابي أن الأسواق المحلية والعالمية بدأت الأسبوع بحالة من الهدوء وسط ترقب المتعاملين لمآلات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، حيث ازدادت حالة عدم اليقين مع تضارب تصريحات أعضاء الفيدرالي وغياب البيانات الاقتصادية الهامة خلال هذه الفترة.
تبقى الأسواق في انتظار إعادة بناء توقعات خفض الفائدة في ديسمبر، خاصة بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، والتي أكد فيها وجود مجال لتيسير السياسة النقدية على المدى القريب، رغم أن بعض صانعي السياسات لا يزالون يتبنون نبرة أكثر تحفظًا، ويشهد السوق ضبابية مع غياب البيانات الاقتصادية قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يومي 9 و10 ديسمبر.
تأثير الأوضاع الجيوسياسية على أسعار الذهب
تشير التحركات في أسواق الأسهم إلى تحسن محدود في شهية المخاطرة بعد أسبوع متقلب، مما حدّ من مكاسب الذهب كملاذ آمن، رغم استمرار الضغوط الجيوسياسية عالميًا، حيث لا تزال محاولات إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا تواجه تحديات واضحة، مما قد يعيد تدفقات الملاذات الآمنة بسرعة.
يتداول مؤشر الدولار الأمريكي قرب مستوى 100.10، منخفضًا قليلاً عن ذروته الأخيرة البالغة 100.39، مما منح الذهب دعمًا محدودًا، حيث أن تراجع الدولار يقلل تكلفة المعدن الأصفر على حائزي العملات الأخرى.
شهد الأسبوع الماضي تفاوتًا في لهجة مسؤولي الفيدرالي، حيث وصف جون ويليامز السياسة الحالية بأنها “مقيّدة إلى حد ما”، مؤكدًا إمكانية إجراء “تعديل إضافي” نحو مستوى الحياد، في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي وتراجع سوق العمل تدريجيًا، بينما تبنّى مسؤولو آخرون مثل كولينز ولوجان موقفًا أكثر حذرًا تجاه خفض الفائدة في ديسمبر.
التوقعات الاقتصادية المقبلة
عقب تصريحات ويليامز، قفزت توقعات خفض الفائدة لقرابة 70% وفق أداة CME FedWatch، بعد أن كانت أقل بكثير مطلع الأسبوع، وعلى الصعيد الجيوسياسي، عادت الخطة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية إلى الواجهة بعد اجتماعات وصفَت بـ”المثمرة” في جنيف.
في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات اقتصادية مهمة تشمل مبيعات التجزئة، وطلبات إعانة البطالة، وأرقام مؤشر أسعار المنتجين، حيث تجد الذهب صعوبة في استعادة زخمه بسبب ضعف الطلب الصيني وتراجع مخاطر التجارة، ورغم هذه الضغوط، تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب وسط مخاوف بشأن حكم المحكمة العليا المتعلق برسوم ترامب الجمركية.

