في خطوة جديدة نحو تعزيز المعرفة العلمية، نظمت جمعية المهندسين المصرية برئاسة المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، حلقة جديدة من سلسلة ندواتها العلمية التي تناقش موضوعات متخصصة في “البوليميرات الهندسية”، حيث قدم المحاضرة اللواء د. مصطفى هدهود، محافظ البحيرة الأسبق، متحدثًا عن “تطبيقات البوليميرات في مجال الطب وصناعة الأدوية”، بحضور مجموعة من المهندسين والخبراء الذين تبادلوا الآراء حول أحدث التطورات في هذا المجال المهم.

أهمية صناعة البوليميرات

أوضح المهندس أسامة كمال أن صناعة البوليميرات أصبحت من الأعمدة الأساسية في الصناعات الحديثة، سواء المدنية أو العسكرية، حيث توفر قيمة مضافة وقدرات عالية في التطوير الصناعي، مشيرًا إلى تنوع أشكال البوليمرات التي تمنح المؤسسات الفرصة لتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتزايدة، كما أكد على أهمية التوسع في هذه الصناعة محليًا لدعم التصنيع المحلي وتعزيز الصناعات العسكرية.

تاريخ البوليميرات وتطورها

خلال محاضرته، تناول اللواء مصطفى هدهود تاريخ صناعة البوليميرات، مشيرًا إلى أن بدايتها تعود لاكتشاف البترول في عام 1930، مما أتاح تطوير مواد جديدة، ثم جاء اكتشاف الغاز الطبيعي في السبعينات ليحدث ثورة حقيقية في هذا المجال، حيث أن الغاز الطبيعي يعتبر مادة أولية حيوية في صناعة البوليمرات، موضحًا أن استخدام البوليميرات في الطب وصناعة الأدوية قد أحدث تغييرًا كبيرًا في طرق العلاج، مثل تطوير أدوات طبية جديدة والأطراف الصناعية.

فرص التعاون الدولي

كما تحدث هدهود عن أهمية التعاون الدولي، مشيدًا بالزيارة الأخيرة للرئيس الكوري الجنوبي إلى مصر، حيث تعتبر كوريا الجنوبية من الدول المتقدمة في مجال البتروكيماويات وصناعة البوليمرات، مؤكدًا على ضرورة زيادة التعاون بين مصر وكوريا للاستفادة من خبراتهم ونقل التكنولوجيا اللازمة لتعميق الصناعة المحلية.

وفي ختام حديثه، دعا رئيس جمعية المهندسين إلى أهمية دخول المستثمرين المصريين بقوة في هذا القطاع، معتبرًا أن الفرص المتاحة يمكن أن تعظم القيمة المضافة وتقلل من فاتورة الواردات، حيث أن مصر تنفق أكثر من 3 مليارات دولار سنويًا على استيراد منتجات يمكن تصنيعها محليًا، مما يستدعي إقامة شراكات صناعية ومشروعات وطنية في هذا المجال الحيوي.