في مشهد مؤثر، عرضت قناة 12 الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، وهو يتحدث مع عائلات الضحايا حول كيف تمكنت حماس من خداع إسرائيل، وكيف أساءت الاستخبارات الإسرائيلية تفسير تحذيرات الهجوم، حيث أبدى شعوره العميق بالمسؤولية عن تلك الإخفاقات.

اعتراف غير مسبوق

هذا الفيديو يمثل اعترافًا نادرًا من قبل هاليفي، حيث أقر بمسؤوليته الشخصية عن فشل الجيش في توقع الهجوم ونتائجه المدمرة، وأوضح أن حماس استخدمت أساليب معقدة للإيهام بأنها ليست معنية بالنزاع، من خلال التركيز على مشاريع مدنية بدلًا من عمليات عسكرية، مما جعل إسرائيل والمجتمع الدولي يعتقدان أنها ليست تهديدًا.

أخطاء استراتيجية

قال هاليفي إن سياسة السماح لحماس بإدارة شؤون المدنيين في غزة وتلقي التمويل الخارجي كانت خطأً استراتيجيًا، حيث أن الأموال التي كانت موجهة لدعم السكان تم تحويلها في كثير من الأحيان لبناء قدرات عسكرية.

التحذيرات التي لم تؤخذ على محمل الجد

أضاف هاليفي أن حماس منعت جماعة الجهاد الفلسطينية من تنفيذ أي هجمات، مما جعل الجيش الإسرائيلي يعتقد بأنها غير مهتمة بالصراع، وأكد أن تحذيرات استخباراتية محدودة وردت قبل أيام من الهجوم، لكنها لم تؤخذ على محمل الجد، رغم أنه تلقى بلاغًا عن مؤشرات مريبة قبل ساعات من الهجوم، إلا أن التقييم الأولي أظهر أن الوضع طبيعي.

بعد ساعتين من تلك البلاغات، شنت حماس هجومًا واسعًا، حيث أطلقت آلاف الصواريخ واقتحم 5000 مسلح الحدود الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأخذ 251 رهينة إلى غزة، وأكد هاليفي أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن تلك الإخفاقات، نافيًا وجود أي مؤامرات داخلية أو علم مسبق بخطط حماس، مؤكدًا أن الأخطاء كانت غير متعمدة، وأنه كقائد للجيش يتحمل تلك المسؤولية بشكل كامل.