في ظل الأجواء الثقافية المميزة لمهرجان الدوحة السينمائي، يبرز المخرج المصري ياسر عاشور بفيلم وثائقي جديد يتناول حياة الفنان السوري جمال سليمان، حيث يسلط الضوء على أهمية أن يروي العرب قصصهم بأصواتهم، ويعتبر المهرجان بمثابة منصة حيوية لعرض السرديات العربية، مما يعكس حاجة ملحة لرواية تجاربهم الشخصية بعيدا عن التصورات الخارجية.
أهمية الفيلم في السرد العربي
خلال مؤتمر صحفي بالمهرجان، أكد عاشور على افتقار العالم العربي لفرص التعبير عن الذات، مشيرا إلى أن مهرجان الدوحة السينمائي يمثل فرصة رائعة لصناع الأفلام لعرض قصص تعكس هويتهم وثقافتهم، ويعتبر فيلم “قصتي” نافذة نادرة على عالم جمال سليمان، حيث يصفه بأنه ليس مجرد نجم، بل شخصية قريبة من الناس كالصديق أو العائلة، مما يجعل التفاعل معه تجربة فريدة.
الذكريات والحنين
يتناول الفيلم مسيرة سليمان على مدار سنوات الغربة، حيث عاش 13 عاما بعيدا عن وطنه سوريا، ورغم الألم الناتج عن فقدان والديه، إلا أنه وجد حضن الجمهور المصري الذي احتضنه، وفي سياق الفيلم، يستعرض لحظات مؤثرة من حياته، متأملا في تجارب الاغتراب والصمود، مما يخلق صورة إنسانية تعكس معاناته وآماله.
الإبداع والاعتراف
تألق سليمان في العديد من الأعمال الفنية المميزة، مثل التغريبة الفلسطينية وحدائق الشيطان، وقد تم تكريمه بجائزة التميز الإبداعي في افتتاح المهرجان، تقديرا لإسهاماته الكبيرة في السينما والتلفزيون والمسرح، مما يبرز أهمية الأفلام الوثائقية في توثيق السير الذاتية، ويعبر عاشور عن أمله في تكرار هذه التجربة مع فنانين آخرين، ليظل السرد العربي حاضرا ومؤثرا.

