في حدث مميز، استضافت القاهرة مهرجان جوائز المعماريين العرب، حيث اجتمع عدد كبير من المهندسين والمعماريين من مختلف الدول العربية لمناقشة مستقبل الهوية العمرانية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة، كان الحوار يدور حول أهمية التعاون العربي وتطوير نموذج حضاري موحد، وهو أمر بات ملحًا أكثر من أي وقت مضى.

أهمية الحفاظ على الهوية المعمارية

جوزيف الحوارني، رئيس المهرجان، أكد على ضرورة الحفاظ على أصالة الفكر المعماري العربي في ظل التغيرات السريعة، مشيرًا إلى أن عدم توثيق الإنجازات قد يهدد جوهر الإبداع، وأوضح أن الدفاع عن الأساليب التقليدية ليس رفضًا للتحول الرقمي، بل هو حفاظ على الجذور الفكرية للمهنة، ودعا إلى مراجعة التجارب المالية والتنظيمية لتفادي الأخطاء التي قد تنجم عن استنساخ النماذج الغربية، واعتبر أن المهرجان يعكس قوة صوت المعماري العربي رغم الظروف المحيطة.

التعاون العربي في المجال الهندسي

الدكتور عادل الحديثي، رئيس اتحاد المهندسين العرب، أوضح أن الإنجازات التي حققها الاتحاد جاءت نتيجة جهود جماعية رغم التحديات المالية والإدارية، وأشار إلى أن اللقاءات بين المعماريين العرب تمثل استمرارية للتعاون، وأن النقاشات تهدف إلى تعزيز العمل الهندسي وصياغة آفاق مستقبلية أكثر تكاملًا بين الدول.

المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين المصريين، رحب بالضيوف، مؤكدًا أن وجودهم في القاهرة يمثل فرصة للاطلاع على التطورات العمرانية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، وشدد على أهمية تعزيز التعاون الهندسي العربي لدعم خطط التنمية في المنطقة.

رؤية واضحة لمستقبل الهندسة العربية

اللواء مهندس محمود عرفات، الأمين العام لنقابة المهندسين المصرية، أشار إلى أن المهرجان يمثل رؤية مستقبلية تقوم على الابتكار والإبداع، دون التخلي عن الأصالة، وأكد على أهمية تبادل الخبرات وتطوير الأدوات، وأكد الدكتور محمد هشام سعودي، وكيل النقابة، أن الهوية العربية كانت ولا تزال عنصرًا أساسيًا في مسيرة البناء.

الدكتور أحمد الزيات، رئيس شعبة الهندسة المعمارية، أكد أن العمارة العربية أصبحت قوة مؤثرة على الساحة العالمية، وأن المهرجانات المعمارية تعد منصة هامة لتعزيز الهوية العمرانية، وأكد على أهمية تنظيم لقاءات دورية لتطوير نماذج بناء تعكس خصوصية المنطقة.

نجاح المهرجان بفضل التعاون المشترك

محمد الصعيدي، الرئيس التنفيذي لشركة Brandit المنظمة للحدث، أشار إلى أن نجاح المهرجان جاء نتيجة تعاون وثيق بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ووجه الشكر لرئاسة مجلس الوزراء وجامعة الدول العربية، مؤكدًا أن الحدث صُمم بروح شبابية تهدف إلى تمكين المواهب العربية الشابة، التي تمثل الركيزة الحقيقية لنجاح المهرجان.