مع بدء المحادثات المهمة في جنيف بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا لبحث “خطة ترامب ذات الـ28 بندا” لإنهاء النزاع في أوكرانيا، تصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث اتهم ترامب القيادة الأوكرانية بعدم التقدير، بينما رد زيلينسكي معبرًا عن شكره للولايات المتحدة وللرئيس ترامب على الدعم الذي قدمته أوكرانيا منذ بداية الصراع، مما يعكس حالة من التعقيد والشعور بالقلق في ظل استمرار الحرب التي دخلت عامها الرابع.

خطة ترامب: تنازلات كبيرة وضغوط أمريكية

الخطة التي وضعتها إدارة ترامب بالتنسيق مع ممثلين روس أثارت ردود فعل غاضبة في كييف وأوروبا، حيث تشير التسريبات إلى أنها تتطلب من أوكرانيا التخلي عن 19% من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، كما تفرض على كييف عدم الانضمام إلى حلف الناتو وتقليص قواتها المسلحة إلى 600 ألف جندي، بالإضافة إلى إعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية تحت إشراف دولي ورفع العقوبات عن روسيا، مما يثير قلق المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين بشأن إمكانية ربط واشنطن استمرار مساعداتها العسكرية بقبول هذه الشروط.

أجواء متوترة… وتفاؤل أمريكي

رغم الأجواء المتوترة التي تسببت بها تصريحات ترامب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن تحقيق “تقدم هائل” خلال المحادثات، مشيرًا إلى تقارب بين واشنطن وكييف حول بعض النقاط، مع بقاء بعض الخلافات الجوهرية، ورغم طلب ترامب من كييف تقديم ردها النهائي بحلول الخميس، أكد روبيو أن هذا الموعد مرن ويجب الوصول إلى اتفاق سريع نظرًا لتصاعد الخسائر البشرية في النزاع.

أوروبا تتحرك: اقتراح بديل أقل قسوة

في الوقت نفسه، قدم الاتحاد الأوروبي اقتراحًا بديلًا يستند إلى خطة ترامب لكن بشروط أقل قسوة، حيث يقترح بدء المفاوضات على أساس خطوط التماس الحالية دون انسحاب مسبق لأوكرانيا، والسماح لجيش أوكرانيا بأن يتكون من 800 ألف جندي في زمن السلم بدلاً من 600 ألف، بالإضافة إلى منح أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة لتلك الموجودة في ميثاق الناتو، مع الاعتراف بأن انضمام أوكرانيا للناتو يتطلب توافقًا غير متوفر حاليًا، مما يعكس رغبة أوروبا في دعم أوكرانيا دون تفاقم النزاع.

كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أهمية ضمان عدم زرع بذور نزاع جديد، مشددة على حق أوكرانيا في تحديد مصيرها.