في خطوة تعكس تصاعد التوترات على الساحة الدولية، تمسكت جنوب إفريقيا بموقفها الرافض لإعادة التفاوض على البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين G20، الذي تناول قضايا هامة مثل أزمة المناخ والديون العالمية، وهذا رغم انتقادات الولايات المتحدة التي قاطعت القمة ووصفت الموقف بأنه “تقويض للمبادئ الأساسية للمجموعة”.
البيان النهائي والقضايا الخلافية
أكد المتحدث باسم رئاسة جنوب إفريقيا، فنسنت ماجوينيا، أن البيان تم اعتماده دون أي مساهمة من الجانب الأمريكي، وأوضح أنه لا يمكن إعادة التفاوض عليه، مما يعكس الفجوة المتزايدة بين بريتوريا وواشنطن حول أجندة القمة، وأشار ماجوينيا إلى أن صياغة البيان استغرقت عامًا كاملًا، وشهدت “نشاطًا مكثفًا” خلال الأسبوع الأخير قبل اعتماده رسميًا.
في الجانب الأمريكي، اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض حكومة جنوب إفريقيا باستخدام رئاستها لمجموعة العشرين كأداة سياسية، مشيرة إلى أن رفض بريتوريا إعادة فتح مسودة البيان يعكس رغبتها في فرض وثيقة تتعارض مع مواقف واشنطن، وأكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى “إعادة الشرعية” للمجموعة عند استضافتها في الولايات المتحدة عام 2026.
التوجهات المناخية والاقتصادية
رغم غياب الولايات المتحدة عن المداولات، أكد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا وجود “إجماع ساحق” لاعتماد البيان، والذي تضمن لغة كانت قد رفضتها واشنطن سابقًا، مثل التأكيد على خطورة تغير المناخ والدعوة إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التنبيه بشأن مستويات الديون المرتفعة التي تثقل كاهل الدول الفقيرة.
وفي كلمته خلال افتتاح القمة، أشار رامافوزا إلى أهمية أول رئاسة إفريقية لمجموعة العشرين، مؤكدًا أنه لا ينبغي السماح لأي عامل بتقليل قيمتها وتأثيرها، كما جددت جنوب إفريقيا رفضها لعرض أمريكي بإرسال القائم بالأعمال في السفارة لتولي رئاسة المجموعة لعام 2026، معتبرة أن ذلك يتعارض مع البروتوكول الدبلوماسي.

