افتتحت الفنانة شيماء محمود معرضها الجديد “وجوه مألوفة” في جاليري ضي بالمهندسين، المعرض يجمع بين الفن والمجتمع والذاكرة الشعبية بطريقة مميزة، حيث تمتزج فيه عناصر البوب آرت مع الروح الشرقية، لتقديم رؤية فنية جديدة تعيد تعريف مفهوم “الوجه” نفسه، كيف يُرى ويتذكر، وكيف يتحول من صورة إلى قصة تعبر عن مشاعر وأفكار مختلفة.

استكشاف الشخصيات كأيقونات حية

المعرض مستمر حتى 6 ديسمبر، ويحتوي على مجموعة من الأعمال التي تعامل الشخصيات كأيقونات حية، لكن دون ضجيج الشهرة، تُعاد صياغتها داخل عوالم لونية وزخرفية تكشف عن جوانب جديدة من أصحابها، ومن أبرز الأعمال لوحة “مذكرات” التي تظهر مجموعة من الوجوه الشابة في تكوين يعكس حكايات صغيرة عن الصداقة والأحلام، حيث تمتزج الخطوط الناعمة مع الألوان الحرة، مما يجعل العمل بمثابة تعبير عن جيل جديد يبحث عن هويته.

تجسيد الذاكرة والتقدير الشعبي

من بين اللوحات المميزة، نجد لوحة يسرا التي تظهر محاطة بتكوين هندسي عربي، يتسم بالثبات، بينما ينساب خط أبيض كخيط ضوء، مما يجعل الوجه عالقًا بين الحضور والغياب، تتساءل الفنانة هنا عن كيفية تذكر الأشخاص وما يبقى منهم بعد أن يتلاشى صخب الحياة، ولا يمكننا أن نغفل لوحة السياسي الباكستاني عمران خان، التي استوحتها شيماء من زيارتها لباكستان، حيث رأت حب الناس له وتقديرهم لتجاربه الإنسانية، وبورتريه عمران يتسم بألوان مستوحاة من الثقافة الباكستانية، مما يجسد حالة من الامتنان الشعبي من حوله، كأن الفنانة تريد أن تقول إن الأثر الذي يتركه الشخص في قلوب الناس هو ما يدوم حقًا.