توفي صباح الجمعة اللواء احتياط إيلي زعيرا، الذي شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب يوم الغفران، عن عمر يناهز 97 عامًا، ويُعتبر زعيرا من أبرز الشخصيات التي وُجهت إليها انتقادات بسبب الإخفاقات الاستخباراتية الكبيرة في حرب أكتوبر عام 1973، حيث كانت هذه الحرب نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
مسيرة حافلة بالإنجازات والتحديات
ولد زعيرا في مدينة حيفا عام 1928، وانضم إلى البلماخ عام 1946، وشارك في حرب الاستقلال على عدة جبهات، حيث تدرج في المناصب حتى أصبح قائد سرية، وعلى مر السنوات، تولى مسؤوليات قيادية متعددة، منها رئاسة فرع في هيئة التخطيط ورئاسة مكتب رئيس الأركان موشيه ديان، بالإضافة إلى قيادته لوحدات في لواء جفعاتي والمظليين، وقد عمل أيضًا كملحق عسكري في الولايات المتحدة قبل أن يصبح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
أزمة حرب أكتوبر
خلال حرب يوم الغفران، كان زعيرا مسؤولاً عن التقديرات الاستخباراتية الوطنية، وهو الدور الذي خضع لتدقيق شديد من لجنة أغرانات التي حققت في أسباب المفاجأة المصرية السورية، حيث مثل أمام اللجنة خمس مرات وتعرض لانتقادات حادة بعد أن اكتُشف عدم فعالية الإجراءات التي اتبعتها الاستخبارات، وفي الجلسة الأخيرة، اعترف بأنه اطلع على تقرير واضح يحذر من احتمال اندلاع الحرب في السادس من أكتوبر، حيث ربطت التقديرات بين هذا التقرير ومعلومات قدمها العميل أشرف مروان.
اتهامات ونتائج
بعد نشر تقرير اللجنة، رفض زعيرا الخيارات المطروحة أمامه لمواصلة خدمته في الجيش، والتحق بدورة إدارة في جامعة ستانفورد، حيث كتب في مقال عام 2009 أنه اختار مسارًا مستقلًا بعيدًا عن المؤسسة، معتبرًا أن نجاحاته وإخفاقاته هي مسؤوليته وحده، وفي عام 2004، اتهم رئيس الموساد أثناء الحرب تسفي زامير زعيرا بالكشف عن هوية أشرف مروان، ما أدى إلى تحقيقات من قبل الشاباك والشرطة، لكنها أُغلقت في عام 2012 نظرًا لتقدم زعيرا في العمر ودوره الطويل في خدمة الدولة.
حرب أكتوبر 73 2">


