في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أطلق قداسة البابا لاون الرابع عشر نداءً قويًا للجميع، دعا فيه المؤمنين للنظر إلى العالم بشكل جديد يفتح عقولهم على نور قيامة المسيح، وأكد أن القيامة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي حقيقة حية تدفعنا لتحمل مسؤولياتنا تجاه البيئة والأخلاق، وعلينا أن نكون حراسًا لهذه الأرض بدلاً من مدمريها.
استعادة الفردوس
أوضح البابا أن موت وقيامة المسيح يفتحان الطريق أمام البشرية لاستعادة الفردوس المفقود، حيث يجب أن نتبنى روحانية إيكولوجية تشمل أسلوب حياتنا وسياساتنا وتعليمنا، وذكر أن الإيمان يصبح بلا معنى إذا انفصل عن مسؤولية العناية بالخليقة، كما أن العلم يفقد قيمته إذا غاب عنه بعد الإنسان.
وشدد البابا على أن الارتداد الإيكولوجي ليس خيارًا ثانويًا، بل هو جزء أساسي من اتباع المسيح، ويبدأ بتحول داخلي ينعكس في تضامن فعلي مع الفقراء ومع الأرض التي تعاني من الجشع والاستغلال، وأشار إلى أن هناك ملايين من الشباب والرجال والنساء حول العالم يشاركون في هذه المسيرة بعد أن استمعوا لصرخة الأرض والفقراء.
وفي ختام كلمته، أكد قداسته على أهمية الانفتاح على عمل الروح القدس، الذي يفتح آذان المؤمنين لسماع من لا صوت لهم، ويمنحهم القدرة على رؤية ما يتجاوز نظرتهم اليومية الضيقة، وهذا البستان أو الفردوس لا يمكن الوصول إليه إلا حين يقوم كل إنسان بدوره في حماية الخليقة وخدمة الإنسانية.

