حقق ثلاثة منتخبات صغيرة إنجازاً تاريخياً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، ذلك رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلدانهم، حيث تعاني بعض هذه الدول من اضطرابات وأزمات مختلفة، ولكنها أظهرت روحاً قتالية عالية جعلتها تتجاوز التحديات وتصل إلى منصة المونديال.

كوراساو: معجزة الكاريبي

تمكن منتخب كوراساو من التأهل لأول مرة في تاريخه إلى النهائيات المقررة في أمريكا وكندا والمكسيك، حيث جاء هذا الإنجاز بعد صراع طويل في التصفيات، وحقق المنتخب تعادلاً مهماً مع جامايكا ليتصدر مجموعته بفارق نقطة، وقد قاد الفريق المدرب ديك ادفوكات الذي تعرض لظرف عائلي اضطره لمغادرة المعسكر قبل المباراة الأخيرة، لكن مساعده كان له دور كبير في تحقيق هذا الإنجاز.

تشكيلة مميزة

يضم منتخب كوراساو مجموعة من اللاعبين الذين يلعبون في دوريات أوروبية معروفة، مما يعكس الجهود الكبيرة التي بذلت لصقل مهاراتهم، ومن بينهم نجوم من أندية هولندية وأوروبية أخرى، ويُعتبر هذا التأهل بمثابة بداية جديدة لبلد صغير يضم حوالي 156 ألف نسمة.

الرأس الأخضر: من أحلام الطفولة إلى المونديال

نجح منتخب الرأس الأخضر في الحصول على بطاقة التأهل بعد فوز كبير على إسواتيني، ليصبح بذلك أصغر بلد من حيث المساحة يتأهل إلى المونديال، حيث يجسد هذا الإنجاز قصة إلهام لشعب لديه طموحات كبيرة، وتحت قيادة المدرب بيدرو بوبيستا، شهد الفريق صعوداً قوياً في التصفيات بعد بداية صعبة.

مغامرة تاريخية

تأهل الرأس الأخضر يعكس مثابرتهم ورغبتهم في إثبات وجودهم في عالم كرة القدم، حيث سجلوا خمسة انتصارات متتالية بعد بداية غير موفقة، وهذا ما أضفى طابعاً مميزاً على مشوارهم بالتصفيات، حيث أصبحوا رمزاً للأمل والطموح في القارة الإفريقية.

هايتي: التفوق وسط الأزمات

فاز منتخب هايتي على نيكاراغوا ليحقق التأهل الثاني في تاريخه للمونديال، ورغم الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، حيث يعاني الشعب من الفقر والاضطرابات، إلا أن اللاعبين تمكنوا من تحقيق هذا الإنجاز تحت إدارة المدرب سيباستيان مينو الذي لم يتمكن من السفر إلى هايتي منذ 18 شهراً، لكن كان يتابع الفريق عن بعد.

تحديات كبيرة

فرحة التأهل تعكس كيف يمكن للرياضة أن تكون ملاذاً في أوقات الأزمات، حيث تدخل هايتي التاريخ مرة أخرى بعد غياب طويل، مما يمثل دافعاً كبيراً للجيل الجديد من اللاعبين الذين يؤمنون بأحلامهم رغم التحديات.

إنجازات هذه الفرق الصغيرة تعيد رسم خريطة كرة القدم العالمية، وتؤكد أن الأحلام لا تعرف الحدود، وأن العزيمة والإرادة يمكن أن تفتح الأبواب لتحقيق المستحيل.