في خطوة مهمة نحو تعزيز المساواة بين الجنسين في الزراعة، اجتمع عدد من العلماء والباحثين في ورشة عمل بالقاهرة، حيث ناقشوا كيفية تطوير أجندة تعليمية تعزز المساواة والشمول الاجتماعي في نظم الغذاء والمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تستمر الورشة لمدة يومين، وتهدف إلى تحويل الأدلة البحثية إلى خطط عمل فعلية تضمن أن تكون السياسات الزراعية المستقبلية عادلة وتواجه تحديات المناخ، ورغم الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في إنتاج الغذاء، إلا أنهن لا زلن يواجهن العديد من العقبات الهيكلية.

عُقدت الورشة بالتعاون مع برنامج المساواة بين الجنسين ومراكز بحثية دولية مثل المركز الدولي للأسماك والمعهد الدولي لإدارة المياه، حيث تم تسليط الضوء على الفجوات الموجودة بين الجنسين، ورغم أن الأبحاث توثق دور المرأة في إدارة الموارد، إلا أن هناك تحديات كثيرة تعوقهن من الحصول على الموارد الضرورية.

الجهود لتعزيز المساواة بين الجنسين

خلال الورشة، أكدت الدكتورة رانچيتا بوسكور، الباحثة الدولية، أن التغير المناخي يعمق من أزمة ندرة المياه ويؤثر سلباً على الزراعة في المنطقة، ورغم أن النساء هن الأكثر تأثراً، إلا أن مساهماتهن لا تحظى بالتقدير المطلوب، وتهدف الورشة لوضع أجندة مشتركة تعمل على تطوير حلول تتيح للنساء الوصول العادل للموارد الزراعية، وتضمن مشاركتهن في صنع القرارات المتعلقة بإدارة هذه الموارد.

كما أشارت الدكتورة دينا النجار، إلى أهمية التعاونيات الزراعية ذات الحوكمة المتوازنة بين الجنسين، حيث تساهم في تعزيز التمكين والقدرة على الوصول للموارد، رغم أن مشاركة النساء في العمل الزراعي قد زادت، إلا أن الفجوة بين الجنسين لا تزال قائمة.

خطط مستقبلية لبناء القدرات

ناقش الباحثون في الورشة أهمية تطوير السياسات والاستراتيجيات الداعمة للتمكين، حيث يمثل العاملون في قطاع الزراعة والأسماك بمصر حوالي 19% من السكان، ورغم ذلك لا تزال الفجوة قائمة، لكن الحكومة المصرية أطلقت العديد من الاستراتيجيات لمواجهة تلك التحديات، مثل الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050.

كما أكدت المهندسة منة مصباح أن برامج تمكين المرأة تستند إلى استراتيجيات وطنية فعالة، مثل مشروع دعم بائعات الأسماك الذي نجح في خلق 400 فرصة عمل، وفي الأردن، أُطلقت خطة وطنية لدعم المرشدات الزراعيات، بينما تعمل المغرب على ربط المزارعين بالخدمات الرقمية.

اختتمت الدكتورة رحمة آدم بالقول إن تطوير أنظمة غذائية قادرة على مواجهة التغير المناخي يتطلب مساواة فعلية بين الجنسين، وأن تهميش دور المرأة يعد عائقاً أمام الاستثمارات في البحث والتنمية، لذا علينا تقدير مساهماتهن الفعلية والعمل على دعمهن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.