في عالم كرة القدم، حيث تحلم الأندية المصرية بالنجوم وتتسابق للحصول على أفضل المواهب، هناك ثلاثة أطفال من محافظة المنيا يروّجون لحلم مختلف، حلمهم أكبر من أعمارهم وأكبر من الظروف الصعبة التي يعيشونها، هم يسعون لحياة أفضل من خلال كرة القدم، رحلة شاقة تبدأ في الصباح وتصمد حتى الغروب، ليست لمجرد اللعب، بل لبناء مستقبل آمن لهم.
أحلام تتجاوز الحدود
أحمد خالد نصر ونصر خالد نصر وعلاء طه جمال، أطفال يحملون أحلامهم في قلوبهم، يقطعون الطرق يوميًا من قريتهم إلى محافظة بني سويف، يذهبون للتدريبات في نادي تليفونات بني سويف، رغم المسافات، ورغم التحديات، هم عازمون على تحقيق أحلامهم البسيطة، حلمهم في ملعب لكرة القدم وسرير آمن.
لقاء غير متوقع
صدفة جعلت أحد محرري جريدة «الأسبوع» يقابل هؤلاء الأطفال في القطار، وسرعان ما أجري حديثًا معهم عن طموحاتهم، وبساطة مطالبهم كانت ملفتة للنظر، إذ أن كل ما يحتاجونه هو دعم بسيط من مسؤولي النادي، ليحصلوا على فرصة تساعدهم في المستقبل.
أحمد قال: «نحن نحب الكرة ونسافر ثلاثة مرات أسبوعيًا، نحتاج فقط لإعفائنا من مصاريف النادي ونريد سكنًا» بينما أكد علاء: «أنا بلعب مهاجم، أحتاج فقط من يوفر لنا سكن ونسافر بشكل مريح»
أمل مشرق
تصريحاتهم كانت تحمل الكثير من الشغف، هم يتحدون الظروف للحصول على فرصة في المجال الذي يحبونه، حلمهم الكبير هو اللعب في النادي الأهلي، ولكنهم يعرفون أن الطريق صعب ويحتاج إلى دعم.
وعندما طلب الكمساري ثمن التذكرة، تعاطف معهم بعدما اكتشف أنهم يلعبون في نادي تليفونات بني سويف، وعفاهم من دفع ثمن التذكرة، هذا الموقف يعكس مباشرة إنسانية المجتمع، لكن الأهم هو ما يجب أن يقدمه النادي لهؤلاء الأطفال، فرصة قد تغير حياتهم للأبد، فالأمل موجود طالما هناك شغف وطموح.
نتمنى أن يلتفت نادي تليفونات بني سويف إلى مواهب هؤلاء الأطفال، ويمنحهم الفرصة التي يستحقونها، فالأحلام البسيطة قد تكون بداية لقصص نجاح عظيمة، فكما نعلم جميعًا، كرة القدم في مصر هي لعبة المبدعين، وبالأخص من يسعون لتحقيق أحلامهم في ظروف صعبة.

