في حادثة مؤلمة، تعرضت الطفلة حور للتنمر في إحدى مدارس الدقهلية، ما دفعها لمحاولة القفز من نافذة فصلها، وهذا الأمر يستدعي وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية، فقد أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، أن أي طفل يتعرض للتنمر قد يصل إلى لحظة يأس، مما يستدعي ضرورة حماية الأطفال نفسيًا واجتماعيًا كما نهتم بحمايتهم تعليميًا.
أهمية التدخل المبكر
عبّرت عبير أحمد عن ضرورة أن تتدخل المدارس بشكل مبكر لرصد أي علامات تشير لنبذ طفل أو عدم اندماجه مع زملائه، كما أكدت على أهمية دور الأخصائي الاجتماعي الذي يجب أن يكون حاضرًا في الفصول وليس فقط على الورق، فغياب استجابة أولياء الأمور عند استدعائهم يزيد من تفاقم الأزمات، مما يجعل الطفل بلا سند في أوقات الأزمات.
الدور الأسري والمدرسي
وذكرت عبير أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في مواجهة التنمر، من خلال المتابعة اليومية لحالة الطفل النفسية والاستماع لمشاكله، وتعليمه كيفية التعبير عن مشاعره بثقة، كما أن المدرسة تتحمل مسؤولية خلق بيئة آمنة، تضمن احترام الطلاب لبعضهم البعض، والتعامل الحاسم مع أي سلوكيات مؤذية مهما بدت بسيطة.
كما شددت على ضرورة إطلاق برامج حقيقية للتربية النفسية داخل المدارس، تشمل تدريب المعلمين على احتواء الأطفال، بالإضافة إلى حملات توعية لأولياء الأمور حول تأثير الكلمات والسلوك على نفسية الطالب، وأهمية وجود قنوات تواصل فعّالة بين المدرسة والأسرة لحل أي خلافات قبل أن تتفاقم.
متابعة حالة الطفلة حور
دعت عبير أحمد إلى ضرورة متابعة حالة الطفلة حور وتقديم الدعم النفسي لها ولأسرتها، حتى تتمكن من استعادة شعورها بالأمان داخل المدرسة، فكل طفل له الحق في التعلم في بيئة تحترمه وتحتويه.
تجدر الإشارة إلى أن الواقعة قد أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت استغاثة من ولي أمر الطفلة حور، التي تعرضت للتنمر بسبب لون بشرتها وشكل شعرها، ما جعلها تفكر في إنهاء حياتها، ولولا تدخل المعلمة في اللحظة الأخيرة لحدث ما لا يُحمد عقباه.
والآن، يطالب أهالي حور بمحاسبة المسؤولين عن المدرسة الذين لم يتخذوا الإجراءات اللازمة، مؤكدين أنهم لجأوا للجهات المعنية مثل وزارة التربية والتعليم ومجلس الوزراء، في محاولة لحماية ابنتهم من هذه التجربة المؤلمة التي قد تؤثر عليها طوال حياتها.

