تراجعت معظم أسواق الأسهم في آسيا اليوم الثلاثاء، متأثرةً بالانخفاض الحاد الذي شهدته بورصة “وول ستريت” حيث اتجه المستثمرون إلى بيع أسهم التكنولوجيا قبل إعلان نتائج الذكاء الاصطناعي من شركة “إنفيديا” التي يتوقعها الكثيرون هذا الأسبوع، وكانت اليابان في مقدمة الخاسرين حيث هوت مؤشرات الأسهم الرئيسية وسط موجة بيع قوية في السندات الحكومية طويلة الأجل، مما أثار قلق المستثمرين بشأن كيفية تمويل رئيسة الوزراء سانايي تاكايتشي لسياساتها المالية التوسعية.

تأثير السندات الحكومية على السوق الياباني

انخفض مؤشر نيكي 225 بنسبة 2%، بينما خسر مؤشر توبكس أكثر من 2% نتيجة الارتفاع الكبير في عوائد السندات الحكومية الطويلة الأجل التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، وارتفع عائد السندات لأجل 30 عامًا بنسبة 1.8% قرب مستويات قياسية، بينما سجل عائد السندات لأجل 20 عامًا زيادة بنسبة 1.4% ليحقق مستوى قياسياً جديداً، وتأتي هذه التقلبات في السوق بالتزامن مع استعداد حكومة تاكايتشي للإعلان عن أول حزمة إنفاق لها والمتوقع صدورها هذا الأسبوع.

تداعيات الاقتصاد الياباني والمخاوف السياسية

تسبب انكماش الاقتصاد الياباني في الربع الثالث في زيادة التوقعات بحزمة دعم أكبر، حيث تشير التقارير إلى أن الحكومة تبحث في تخفيضات ضريبية لتحفيز الاستهلاك، وتعكس القفزة في عوائد السندات ارتفاع تكلفة الاقتراض الحكومي، وقد زادت التوترات السياسية مع الصين بعد تصريحات تاكايتشي بشأن استخدام القوة في تايوان، مما أثر سلباً على ثقة المستثمرين في الدين الحكومي، وزاد من حدة التوترات تقارير عن حظر بكين لعدد من الأفلام اليابانية مما أدى إلى انخفاض حاد في أسهم شركات مثل توي وتوهو.

أداء الأسواق الآسيوية الأخرى

تعرضت البورصات الآسيوية المعتمدة على التكنولوجيا لضغوط قوية، حيث هبط مؤشر كوسبي الكوري بنسبة 3.3% وتراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 1.9%، كما تأثرت السوق اليابانية بالخسائر الحادة في أسهم التكنولوجيا، حيث انخفض سهم سوفت بنك بنحو 6%، وفي كوريا الجنوبية، تراجعت أسهم سامسونج للإلكترونيات وإس كي هاينكس بنسبة 1.5% و4% على التوالي، بينما سجل سهم شاومي في هونج كونج خسائر تجاوزت 3% قبل إعلان نتائج الربع الثالث.

المخاوف بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا

تتزايد المخاوف بشأن ارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا قبيل صدور نتائج إنفيديا يوم الأربعاء، حيث خفّضت صناديق التحوط وبعض المستثمرين الكبار تعرضهم للشركة وسط قلق من فقاعة تقييمات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وتعتبر إنفيديا، الشركة الأعلى قيمة في العالم، محوراً رئيسياً لهذا الصعود، وقد امتد الضغط إلى البورصات الأقل اعتماداً على التكنولوجيا، وإن بوتيرة أضعف، حيث تراجع مؤشر شنجهاي CSI 300 الصيني بنسبة 0.2%، ومؤشر شنجهاي المركب بنسبة 0.6%.

كما هبط مؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 2.2% متأثراً بخسائر البنوك وشركات التعدين، بعد أن أظهرت محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي لشهر نوفمبر استمرار الحذر بشأن خفض الفائدة، وتراجع أيضاً مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة بنسبة 0.4%، وهبط مؤشر نيفتي 50 الهندي بنسبة 0.5% خلال تعاملات الصباح.