شهدت أسعار الفضة في السوق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث زادت بنحو 3.5%، بينما حققت الأوقية عالميًا زيادة بنسبة 6.3%، وذلك في ظل حالة الضبابية التي تشهدها الأوضاع الاقتصادية العالمية، وفقًا لتقرير من مركز «الملاذ الآمن».
أسعار جرام الفضة
وفقًا للتقرير، ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 من 65 إلى 67.25 جنيهًا، وسجل عيار 925 نحو 78 جنيهًا، بينما بلغ عيار 999 حوالي 84 جنيهًا، واستقر سعر جنيه الفضة عند 624 جنيهًا.
الأوضاع العالمية وتأثيرها
على الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بمقدار 3 دولارات، حيث افتتحت التداولات عند 48 دولارًا وأغلقت عند 51 دولارًا، وشهد الأسبوع موجة صعود قوية للفضة مدفوعة بتوقعات تيسير نقدي محتمل في الولايات المتحدة، إضافة إلى تراجع مؤشرات النشاط الاقتصادي، مما أعاد للفضة مكانتها كملاذ آمن، خاصة مع استمرار الاضطراب في البيانات الاقتصادية الأمريكية بعد إعادة فتح الحكومة الفيدرالية.
توقعات السوق
تسود أجواء من عدم اليقين في المشهد الاقتصادي، حيث تشير المؤشرات الأولية لشهر أكتوبر إلى تباطؤ في سوق العمل وتراجع ثقة المستهلك، بينما تستمر الضغوط التضخمية.
وحذر مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي من أن بعض بيانات أكتوبر قد لا تُستكمل بسبب توقف جمع المعلومات خلال فترة الإغلاق، مما يزيد من صعوبة تقييم قوة الزخم الاقتصادي ويدعم توجه المستثمرين نحو الفضة.
الأسواق والفائدة
تراجعت رهانات الأسواق على خفض الفائدة في ديسمبر بعد تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث تُظهر أداة CME FedWatch أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس انخفضت إلى نحو 50%، مقارنة بـ70% قبل أسبوع.
رغم العوامل الداعمة، تبقى قدرة الفضة على الحفاظ على مستوياتها الحالية مرهونة بتماسك الطلب الصناعي وتوازن العرض، حيث تشير بعض التوقعات إلى احتمال تباطؤ الطلب الصناعي العالمي، مما قد يحد من قوة الصعود.
العرض والطلب
بحسب معهد الفضة، لا يزال السوق يعاني من عجز في المعروض للعام الخامس على التوالي، مما يوفر دعمًا إضافيًا للفضة على المدى الطويل، كما تُظهر تحليلات من «جولدمان ساكس» أن الفضة أكثر تقلبًا من الذهب بسبب ارتباطها الكبير بالقطاع الصناعي.
وزادت التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية من زخم الفضة، حيث يُرجح ارتفاع كبير في الطلب على الكهرباء خلال العقد المقبل، مما يعزز دور الفضة في قطاعات الطاقة والنقل الكهربائي، حيث تمثل التطبيقات الكهربائية والإلكترونية نحو 70% من الطلب الصناعي على المعدن.
الختام
تظل الفضة في وضع إيجابي على المدى القصير بدعم من عدم اليقين الاقتصادي وتذبذب البيانات الأمريكية، لكن اتجاهها القادم سيعتمد بشكل كبير على توقعات الفائدة الأمريكية في الأسابيع المقبلة.

