أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان الشعر الجديد بعنوان «الإمساك بالثور الهارب» للشاعر الفلسطيني زهير زقطان، وهو عمل يفتح أمام القارئ نافذة على عالم شعري يتناول الوجع الإنساني والحكاية الفلسطينية بعمق، حيث يسعى زقطان من خلال هذا الديوان إلى تقديم تجربة شعرية تتسم بالشغف والصدق، تعكس معاناة الذات في مواجهة الألم المستمر.
شعر يلامس الوجع
في ديوانه، يتناول زقطان موضوعات تتعلق بالفقد والاحتراق، حيث يعيش الشخصيات في قصائده آلامها وكأنها جزء من روتين يومي لا مفر منه، يتجلى الأمل في قصائده بشكل خجول، بعيدًا عن متناول اليد، بينما تعكس كل قصيدة روحًا ممزقة، حيث الحرب تترك آثارها العميقة، وتدفن في أعماقها شهقات لم تجد طريقها للخروج.
تجربة شخصية ووطنية
يتناول زقطان من خلال نصوصه صراع الذات مع الخوف من الانكسار، مستدعيًا ذكرياته عن طفولة مسروقة وحكايات ضائعة، ويستمر في مزج الذاتي بالوطني، وهو ينسج جراحًا غائرة بخيوط من الزهد والصمود، دون أن يمنع القصيدة من التعبير عن أنين عميق، عسى أن يوقظ بعض الحب والانتباه لحرب لا تزال مستمرة في طياتها.
ولد زهير زقطان في مخيم العروب، ثم انتقلت عائلته إلى مخيم الكرامة بعد نكسة 1967، وحصل على درجة الماجستير في علم النفس من الجامعة الأردنية، وترك وراءه مجموعة من الأعمال الشعرية التي تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني، مثل «فصول قلقة» و«جسور خفية»، ليظل صوته في الأدب العربي حاضرًا بقوة.

