تظهر الأرقام الأخيرة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن ديون الأسر الأمريكية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الربع الثالث من هذا العام، مما يعكس الضغوط المتزايدة على الأسر في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الفائدة، حيث بلغ إجمالي الديون 18,59 تريليون دولار، بزيادة قدرها 197 مليار دولار عن الربع السابق، وقد ارتفعت هذه الديون بنحو 4,4 تريليون دولار منذ نهاية عام 2019، أي قبل بداية أزمة كورونا، وفقًا لتقرير شبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية.
تحديات جديدة في سوق القروض
وفقًا لباحثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، فإن الوضع المالي للأسر الأمريكية لا يزال قويًا بشكل عام، ولكن هناك علامات ضعف واضحة بين المقترضين الأصغر سنًا، حيث سجلت ديون قروض الطلاب رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 1,65 تريليون دولار، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة المتخلفين عن السداد، حيث تم تصنيف حوالي 10% من هذه القروض كمتأخرة عن السداد لمدة 90 يومًا أو أكثر، كما أشار التقرير إلى أن المدفوعات الفائتة لقروض الطلاب الفيدرالية بدأت في الظهور في التقارير الائتمانية، مما أدى إلى بقاء معدلات التأخر مرتفعة بعد الزيادة الكبيرة التي حدثت في النصف الأول من عام 2025.
أرقام بطاقات الائتمان وقروض السيارات
كشف التقرير أيضًا عن ارتفاع إجمالي أرصدة بطاقات الائتمان للأمريكيين بمقدار 24 مليار دولار ليصل إلى 1,23 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، بزيادة تقارب 6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما استقرت أرصدة قروض السيارات عند 1,66 تريليون دولار دون تغيير يذكر، وأكد كبير محللي القطاع في مؤسسة “بانك ريت” أن هناك دلائل على الضيق المالي بين الأسر، مما يعكس الوضع الاقتصادي الحالي الذي يزداد فيه الأغنياء ثراء في حين يزداد الفقراء فقراً، ومع ذلك، تبقى الصورة العامة للاقتصاد الكلي مشرقة نسبيًا.

