في خطوة مثيرة، أعلنت شركة أنثروبيك، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أنها تمكنت من إحباط حملة تجسس إلكتروني كانت مدعومة من الحكومة الصينية، واستهدفت مؤسسات مالية ووكالات حكومية حول العالم باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي تعمل بشكل شبه مستقل، مما يثير القلق حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في الهجمات الإلكترونية.
تفاصيل الحملة الإلكترونية
ذكرت أنثروبيك أن أداة البرمجة الخاصة بها “Claude Code” تعرضت للتلاعب من قبل مجموعة مرتبطة بالصين، حيث شنت هجمات على 30 جهة في سبتمبر الماضي، وتمكنت من تحقيق نجاح محدود في بعض الاختراقات.
أوضحت الشركة أن هذه الهجمات تمثل تصعيدًا كبيرًا مقارنة بالهجمات السابقة، حيث تم تنفيذ 80 إلى 90% من العمليات دون تدخل بشري، مما يجعلها واحدة من أولى الحالات الموثقة لهجوم إلكتروني واسع النطاق يتم تنفيذه بشكل آلي.

مخاوف من أخطاء الذكاء الاصطناعي
أشارت أنثروبيك إلى أن “Claude” ارتكب العديد من الأخطاء أثناء الهجمات، مثل اختلاق معلومات أو تقارير عن بيانات متاحة للجمهور، مما أثار قلق صانعي السياسات والخبراء في الأمن السيبراني.
حذر البعض من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تعمل بشكل مستقل لفترات طويلة، مما يزيد من المخاطر المرتبطة باستخدامها في الهجمات الإلكترونية.
ردود فعل متنوعة
تعليقًا على الحادثة، قال السيناتور الأمريكي كريس ميرفي: “يجب أن نكون حذرين، هذه الأمور قد تدمرنا إذا لم نضع تنظيم الذكاء الاصطناعي كأولوية وطنية” بينما اعتبر الباحث الأمني في جامعة هارفارد فريد هايدينج أن الأنظمة أصبحت تقوم بمهام كانت تتطلب سابقًا خبراء بشريين، مما يسهل على المهاجمين إحداث أضرار
في المقابل، شكك بعض الخبراء في حجم التهديد، معتبرين أن أنثروبيك قد تضخّم وصف الهجوم لأغراض دعائية، مستشهدين بحالات سابقة لم تكن كما تم الإشارة إليها.
ثغرات في أنظمة الحماية
أوضحت أنثروبيك أن أدواتها مزودة بآليات حماية، لكن المهاجمين تمكنوا من تجاوزها عبر خداع الأداة لتعتقد أنها موظف في شركة أمن سيبراني، مما يطرح تساؤلات عن فعالية هذه الحماية.
سخر الخبير الأمني المستقل ميخاو فوزنياك من ذلك، قائلاً: “رغم القيمة السوقية العالية لأنثروبيك، إلا أنها لم تتمكن من منع خدعة بسيطة”
مستقبل مقلق
في ختام الأمر، حذر ماريوس هوبهان، مؤسس شركة Apollo Research، من أن هذه الحادثة قد تكون مجرد بداية، مشيرًا إلى أن المجتمع ليس مستعدًا لهذا التغيير السريع في قدرات الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية، مما يثير القلق حول ما قد يحدث في المستقبل القريب.

