في حدث مميز بمهرجان القاهرة السينمائي، عرضت مارتا بيرجمان مخرجة فيلم “الركض الصامت” الذي يستند إلى قصة حقيقية تتناول معاناة اللاجئين في بلجيكا، وأكدت أن الفيلم يعكس الأوضاع الصعبة التي يعيشها هؤلاء الأشخاص، حيث تركز القصة على عائلة تسعى للنجاة في ظروف قاسية، كما أوضحت أن اختيار شخصية الضابط العربي الذي يطلق النار على طفلة في الفيلم لم يكن مقصودًا، بل يعكس واقع عاشه الضابط نفسه.
تم عرض الفيلم يوم الجمعة 14 نوفمبر كجزء من فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46، ويعتبر هذا العرض هو الأول له عالميًا ضمن أفلام المسابقة الدولية على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، الفيلم روائي طويل من إنتاج بلجيكا وكندا، ويجمع بين اللغتين الفرنسية والعربية، ويستمر لمدة 94 دقيقة، تدور أحداث “الركض الصامت” حول سارة وآدم وابنتهما التي تبلغ عامين، الذين يواجهون مصاعب الهجرة إلى إنجلترا بطريقة غير شرعية، حيث يتعرضون للخوف والمخاطر في شاحنة صغيرة مع لاجئين آخرين.
قصة الفيلم والتحديات الإنسانية
تتعمق أحداث الفيلم في تفاصيل الصراعات الإنسانية، حيث يظهر الشرطي رضوان الذي يعمل على مطاردة مهربي البشر عبر الطرق السريعة، وتحدث تطورات غير متوقعة عندما يحاول هو وشريكه إجبار شاحنة مشبوهة على التوقف، مما يكشف عن التوترات والمخاطر اليومية التي يواجهها المهاجرون في رحلتهم نحو الأمل.
مخرجة الفيلم ورحلتها الفنية
مارتا بيرجمان، المولودة في بوخارست عام 1962، تمتلك خلفية غنية في الصحافة والإخراج السينمائي، حيث بدأت حياتها المهنية كصحفية مستقلة، ثم انتقلت لصناعة الأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على قضايا المجتمع، وقد أخرجت فيلمها الروائي الأول “وحيدًا في حفل زفافي” الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي، ويعتبر “الركض الصامت” ثاني أفلامها الروائية، مما يبرز تطور مسيرتها الفنية في عالم السينما.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي واحدًا من أقدم المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، حيث تأسس عام 1976 ويجمع بين الثقافة والفن، ويهدف إلى تعزيز السينما العربية على الساحة الدولية، ومن خلال كل دورة، يسعى المهرجان إلى توفير منصة للحوار بين الثقافات المختلفة، مما يجعله حدثًا فنيًا محوريًا في المنطقة.

