حقق المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25) الذي يُعقد في العاصمة الإدارية الجديدة من 12 إلى 15 نوفمبر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي نجاحًا كبيرًا أثار إشادة واسعة داخل مصر وخارجها، حيث استطاعت مصر أن تكون محط أنظار العالم من خلال استضافتها للدورة الثالثة من المؤتمر، مما جعلها تتصدر مؤشرات البحث والتريندات العالمية، وهذا يعكس الثقل المتزايد لمصر في المحافل الدولية المعنية بقضايا الإنسان والتنمية المستدامة.
أهمية المؤتمر وتوجهاته
المؤتمر جاء في وقت حساس جدًا، حيث تتداخل التحديات السكانية والصحية والاقتصادية على مستوى العالم، مما يفرض ضرورة بناء منظومات متكاملة ترتكز على الاستثمار في البشر كأولوية تنموية، وقد اختارت مصر شعار “تمكين الأفراد.. تعزيز التقدم.. إتاحة الفرص”، مع التركيز على محور مهم وهو “الاستثمار في الرعاية الصحية كركيزة أساسية للتنمية البشرية المستدامة”.
تنظيم المؤتمر ونجاحه
على مستوى التنظيم، عكس المؤتمر احترافية عالية، بدءًا من البنية التحتية المتطورة للعاصمة الإدارية، وصولًا إلى آليات التنسيق والاستقبال، حيث شكل منصة فعالة جمعت خبراء دوليين وصناع سياسات وممثلي منظمات دولية، مما أتاح نقاشات معمقة حول حلول مبتكرة للتحديات السكانية والصحية، ومن أبرز ملامح المؤتمر التحول في الرؤية المصرية لقضايا السكان والتنمية من برامج دعم تقليدية إلى مقاربة استراتيجية تربط بين الصحة والتعليم والعمل والإنتاج، مما يضمن تمكين الفئات الأكثر احتياجًا، مع التركيز على النساء والشباب.
دور الصحة في التنمية الاقتصادية
المؤتمر أكد على دور الصحة كحق إنساني وكمدخل للنمو الاقتصادي، من خلال تشجيع الاستثمار في الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات الطبية والصناعات الدوائية والسياحة العلاجية، وهذا يعكس إيمان الدولة بأن الاقتصاد القوي لا يُبنى إلا على مواطن سليم ومتعلم ومشارك في التنمية، ومع انتهاء الدورة الثالثة من المؤتمر، فإن الدلالات تتجاوز نجاح التنظيم لتُظهر أن مصر ماضية بقوة في تعزيز مكانتها كدولة محورية في الحوار العالمي حول قضايا الإنسان.
كما لعب الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، دورًا محوريًا في إنجاح المؤتمر من خلال إشرافه المباشر على كافة تفاصيل الإعداد والتنظيم، حيث حرص على أن يخرج المؤتمر بصورة تليق بمكانة مصر الدولية، وقد جاءت جهوده امتدادًا لسياسة الوزارة في ربط ملفات الصحة بقضايا التنمية المستدامة، مما يُظهر كيف يمكن للقطاع الصحي أن يكون محركًا حقيقيًا للنمو والتنمية.

