قبل أيام من انعقاد قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، تبدو الأمور متوترة حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاطعة القمة، مما أثر على مستوى مشاركة العديد من الوفود التي اكتفت بعقد لقاءات ثنائية على هامش الحدث، وفق ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز.

غياب أمريكي واصطفاف أرجنتيني

أعلنت الولايات المتحدة، التي ستتولى رئاسة المجموعة في نهاية الشهر، أنها لن تشارك بأي مسؤول في اجتماع القادة يومي 22 و23 نوفمبر، مبررة ذلك بادعاءات غير صحيحة حول “تعرض البيض الأفريكانيين للقتل في جنوب أفريقيا”، كما انضم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى قرار المقاطعة، بينما أكدت الصين أن رئيس الوزراء لي تشيانغ سيشارك بدلاً من الرئيس شي جين بينغ.

تراجع دور المجموعة

وصف مسؤول بارز في الإعداد للقمة حالة المنتدى بأنها “دخلت مرحلة سبات”، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء لا تتوقع صدور بيان ختامي مشترك بسبب الخلافات العميقة، خاصة مع الموقف الأمريكي المتصلب تجاه العمل متعدد الأطراف، ويشير التقرير إلى أن معارضة ترامب المتكررة للتعددية أدت إلى إضعاف هيئات دولية رئيسية مثل مجموعة العشرين التي يفترض أن تجمع أكبر اقتصادات العالم لمعالجة الأزمات المشتركة.

رد جنوب أفريقيا

اعتبر الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا القرار الأمريكي “خسارة لواشنطن نفسها”، مؤكداً أن القمة ستمضي قدماً وأن “قرارات مهمة سيتم اتخاذها حتى دون المشاركة الأمريكية”، وأضاف أن الولايات المتحدة “تتخلى عن دور محوري يفترض أن تضطلع به بصفتها أكبر اقتصاد في العالم”، وقد شهدت العلاقات بين واشنطن وبريتوريا توتراً واضحاً في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد تبني ترامب مزاعم حول “الإبادة” ضد البيض في جنوب أفريقيا وهي مزاعم سابقة نُفيت رسمياً.

تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الوفد الأمريكي ضغط خلال الأشهر الماضية لمعارضة ملفات تتصدر الأجندة الجنوب أفريقية، خصوصاً تمويل المناخ وخفض الحواجز التجارية، ورغم المشهد المتوتر، حققت رئاسة جنوب أفريقيا للمجموعة بعض التقدم في مستويات عمل متخصصة، مثل إعلان حول جودة الهواء واتفاقات لمكافحة تهريب الحياة البرية، لكن خبراء يؤكدون أن غياب الولايات المتحدة سيجعل تنفيذ أي مخرجات أصعب بكثير، ومن المتوقع مشاركة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وستمثل روسيا بمستوى غير رئاسي، إذ لم يحضر فلاديمير بوتين أي قمة لمجموعة العشرين منذ 2021 بسبب حرب أوكرانيا.