في مشهد مروع، فرّ الناجون من الهجوم العنيف على مدينة الفاشر السودانية، سلكوا طرقًا خطيرة في الصحراء، محاطين بجثث ومسلحين، هربوا من أهوال المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وتجاوز عدد الفارين نحو 100 ألف شخص بعد سقوط المدينة في 26 أكتوبر الماضي.
جحيم الفاشر
تحدث الناجون لوكالة فرانس برس عن تجارب مرعبة، فقد شهدوا مآسي أثناء محاولتهم الفرار إلى مخيم الدبّة للاجئين، الذي يبعد حوالي 770 كيلومترًا عن الفاشر، حيث يصفون كيف واجهوا الجوع والعطش والاعتداءات المتكررة، حتى أن أحدهم قال إن الرحلة كانت كفيلم رعب حقيقي.
تشير التقارير إلى أن نحو 50 ألف شخص وصلوا إلى الدبّة بعد حصار الفاشر منذ مايو 2024، وتستمر الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في إزهاق أرواح الآلاف، وتهجير ما يقرب من 12 مليون شخص، مما دفع الأمم المتحدة لوصف الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
في ظل تعثّر محادثات الهدنة، يستمر كلا الجانبين في تعزيز موقفهما الإقليمي والسياسي.
الناجيات من الفاشر
تروي زهرة يوسف، إحدى الناجيات، أنها وصلت إلى الدبّة منهكة تمامًا، حيث ظنّت أنها لن تنجو، وتذكر كيف عانت من عدم توفر الماء والطعام، وكيف كانت الطرق وعرة، فقد استغرقت الرحلة 16 يومًا، وكانت الجثث متناثرة على طول الطريق.
ويصف حسين محمد، الذي فرّ مع عائلته، الرحلة بأنها غير إنسانية، حيث تعرضوا للاعتداء من قبل مسلحين، حتى أنه يذكر كيف تم تفتيش النساء بوحشية رغم ظروفهن، مما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الفارون من جحيم الفاشر.

