تشهد الأوضاع في قطاع غزة تحولات مهمة، حيث لم يعد الأمر مقتصراً على الدبلوماسية أو المفاوضات، بل أصبح هناك غرفة عمليات أميركية تدير الأحداث من داخل الأراضي المحتلة، هذا ما أكده تقرير من قناة 12 العبرية، مما يثير الكثير من التساؤلات حول الدور الأميركي في المنطقة وتأثيره على الوضع الراهن.

بعد شهر من تأسيس مركز التنسيق المدني-العسكري في كريات غات، أصبح هذا المركز محورياً في تنفيذ ما يسمى “خطة المرحلة الثانية”، حيث يضم ضباطاً أميركيين وفريقاً إسرائيلياً يتكون من حوالي 150 ضابطاً، ويعمل كحلقة وصل بين واشنطن وتل أبيب ودول أخرى ذات صلة، بهدف الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار وإدارة الأوضاع بعده.

دور أميركي متزايد

تعتبر الوجود الأميركي في كريات غات خطوة نحو تأسيس قيادة في تنفيذ المرحلة الانتقالية، بينما يبقى الجيش الإسرائيلي معنيًا بالجوانب التقنية والأمنية، ورغم أن هذا التوازن يبدو هشاً، إلا أنه يعكس حاجة الطرفين لتحقيق أهدافهما، حيث يسعى الإسرائيليون للحفاظ على “الخطوط الحمراء” الأمنية، بينما يطلب الأميركيون إشرافاً دولياً أوسع لتسهيل العملية.

مهمة دولية في الأفق

يترقب المركز الآن موافقة سياسية لإطلاق “قوة استقرار دولية” داخل غزة، مع وجود اقتراحات لدول مثل بريطانيا وإيطاليا والأردن والإمارات، ولكن لم يتم تحديد الدول المشاركة بعد، وتظل مشاركة بعض الدول العربية عاملًا رئيسيًا في شرعية أي قوة مستقبلية، كما يتم التركيز على تدريب تلك الوحدات في إسرائيل أو الدول المجاورة على كيفية التعامل مع الأنفاق التي تستخدمها حماس.

قضايا إنسانية تحت المجهر

من بين القضايا التي تراقبها غرفة كريات غات عن كثب هو ملف المقاتلين العالقين في أنفاق رفح، حيث تم إصدار تعليمات واضحة بأن من يخرج بعلم أبيض سيعامل كأسرى، بينما سيتم استهداف من لا يستسلم، وتعمل واشنطن على مفاوضات مع دول مثل تركيا لاستيعاب العناصر التي تحتاج إلى الابتعاد عن القطاع، في إطار جهودها لتحقيق الاستقرار.