تتزايد المعاناة في السودان مع استمرار النزاع المسلح الذي يعصف بالبلاد، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من الأوضاع الكارثية التي يعيشها المدنيون، في ظل غياب أي مؤشرات على توقف الأعمال العسكرية، وأكد أن تدفق الأسلحة والمقاتلين من الخارج يزيد من تفاقم الأزمة ويطيل أمد النزاع.
الوضع الإنساني في السودان
رئيس المفوضية الإفريقية محمود علي يوسف أشار إلى أن الوضع في السودان بلغ مرحلة خطيرة من الانهيار، معتبراً أن معاناة الشعب السوداني تحتاج إلى اهتمام دولي أكبر، وأكد أن الأزمة تعتبر من أعنف النزاعات في القارة الإفريقية، حيث أن حجم المأساة يتجاوز ما يتم تداوله في وسائل الإعلام.
التطورات الميدانية
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش السوداني عن إسقاط عدد من الطائرات المسيرة التابعة لميليشيا الدعم السريع التي استهدفت مواقع حساسة شمال البلاد، بما في ذلك مقر قيادة الفرقة 19 مشاة ومطار وسد مروي، وأكدت قيادة الفرقة استعدادها التام للتصدي لأي هجمات تهدد الأمن في الولاية الشمالية.
في سياق متصل، يتواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق واسعة من السودان، حيث انتقل النزاع من إقليم دارفور إلى مناطق كردفان المجاورة، وقد أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالي 12 مليون شخص، مما أدى إلى أزمة غذاء خانقة تهدد الملايين.
محاولات التوصل إلى هدنة
في خطوة نحو التهدئة، أعلنت قوات الدعم السريع عن قبولها لاقتراح هدنة إنسانية قدمتها الرباعية الدولية المكونة من مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، ورغم ذلك، استمرت الهجمات على مدن تحت سيطرة الجيش، بما في ذلك الخرطوم وعطبرة، حيث تتضمن الهدنة المقترحة وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وبدء حوار سوداني يهدف إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.

